السبت، 31 ديسمبر 2011

وداع


وكفــــتُ لتوديــــع مــــدامع لائــــم
                    وبكــــت ســــحائبها لقلــــب هــــائمِ
وبــدا نحــولُ الكــف ينبـئ شـــاهدا
                    عــن سُـــهد عـــود ضــامرٍ متــــألمِ
قالــت "أتتركُنــــا وتنســـى عهــدنا 
                    ونصـيرُ طيفــاً فـي جفـــون النـــائمِ
إذا ماصــحا نفض الكرى وطيوفــه
                     وجفانــــا مشــــتغلاً بحُــبَّ قـــــادمِ
هــلا رددت إلــى المحـــب فـــؤادهُ
                     قبـــل الرحــيل بنـــادم أو راحــــمِ
ومضــت تلاحينــا بحرقهِ عاشــــقِ
                     لاتــدري وقعــــاً للكــلامِ القاصـــمِ
تبكـي وتقســو ثــم تهـــدأُ برهـــــةُ
                    وتعـــود جلـــدا للفــؤاد الساجــــــمِ
قلـــتُ أرحمي أدميت حباً طالمــــا
                   أهــداك قلبــا مثـل طــــيرِ حالــــــمِ
أهداك شمســاً كم غسلـت ظفـــائراً
                   مـــن دمعهــا مـن نبـع نـورِ دائــــمِ
هلا ذكرت سمـــاءهُ كم أمطــــرت
                  كـم أســـدلت لـيلاً لـروحِ النـاظـــــمِ
هـذي القوافـي أرهفت لك قلبهـــــا
                  فسـريت حسنــــاً في خيـالِ العالــــمِ
ميطي اللثام ترينـي حُبــــاً فانيــــاً
                في كــل روحٍ فــي وجـــودِ قائــــــمِ
كــلُّ القصائدِ يامنـى قلبي فنـــــتْ
                مـن أجـل أن تبقــى مــدادَ العالـــــمِ
تفنى الجسـوم ويبقـى سِـراً حبُّنـــا
               يطـوي الفضـاءَ بصـدر طير هائــــمِ
فتنفَّســت كالصبـحِ لمــا هزَّهـــــا
               وتـراً كــلامي فـي لحـونِ الناغـــــمِ
واخضراغُصنٌ مورق بعد الظمـا
               فــــدنا بمشتــــاقِ لقطفـــة طاعـــــمِ
وبد الجـود الوصل ومضُ بــوار
              وانـهل فــــرح للغيـــــاث القــــــادمِ
وسـدّتُ عطفيهـــا بكفـي فانثنــتْ 
              فـأبــان مظلــــوم بصـــولةِ ظالـــــمِ
وكشفـتُ جيـداً صافيـاً مـن فضـةٍ
              فلثمتُــــــــه .. لله درُّ اللاثـــــــــــــمِ
قــالــت أثِمــتَ وذاكَ أمــرٌ بيِّــنٌ
              والله يعـفــو عــن ضعيــفٍ آثــــــــمِ
فلثمتهــــا ولثمتهــــا ولثمتهـــــا
              مـن ذا يعـاتبُ ظالمــاً فـي أظلــــــمِ
فتبسَّمت عطفــاً وقالـــت يافتــى
              مـن صـام حُبـاً نال أجـرَ الصـائــــمِ


شجاع القطابري

الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

الفرق بين الثائر والسياسي


الفرق بين الثائر والسياسي
هو نفسه الفرق بين الفدائي والإنتهازي
الثائر مشروع شهيد
السياسي مشروع وزير
والفرق بين الوزير والشهيد
 هو نفسه الفرق بين حصاة وحجر كريم

أ/هائل سلام


الاثنين، 26 ديسمبر 2011

تحت أنقاض المدينه



تحتَ أنقاض المديِنه..

يرقدُ الموتُ ثقيلاً..

عارياً من أيِ معنى..

تحتَ أنقاضِ المديِنه..

نعبرُالأيام لكن..

تأسن الأزمانُ فينا..

***

قال شابٌ..

يحضنُ الأفقُ البعيدْ..

أفعلُ الحبَّ مراراً..

كل يومٍ..

كي أموتْ..

قال راهبْ..

مومسٌ فسقت هنا..

ردَّ صوت راح ينأى راقياً

كي نغني للسماء..

قال كفُّ يلثمُ نهدَ الأرض..

مابقى يكفي لنبقى..

ليس يطوينا السكوتْ

يدمي السكونُ على مرافئ حلمنا

فالحلم ينزفُ كل يوم مرتين

دَمنا النشيدْ

***

تحتَ أنقاض المديِنه

فوق أكوامِ المحاجرْ..

فوقَ أشلاء الزمانْ

كان للطيف ارتعاشٌ

إن للحلمَ مكانْ


شجاع القطابري

السبت، 24 ديسمبر 2011

الكلاب تنبح و القافلة تسير

الكلاب تنبح و القافلة تسير, مثلاُ يُضرب ويقاس , مثل ينطبق تمام على ما يجري اليوم , فما أن يخرج الشباب اليوم حتى يلاقيهم الكلاب ليس بالنباح فقط ولكن بالبنادق و الرصاص ,فكلاب اليوم ترتدي البزات العسكريه و تحمل النياشين على صدورها ويمكنها استخدام الأسلحه الروسيه منها والأمريكيه.
نشعر اليوم بالمراره عندما نرى صور الشهداء (القتلى) اليوم (24 ديسمبر ) وقد كُتبت على جثامينهم " مجهول" فلا أحد يعرفهم, وفي تلك اللحظات نقاشاُ حاد يحتدم بين اوساط الناس على ما أن يُسموا المقتول شهيداً ام يُسموا المقتول قتيلاً,فالفرقُ ياساده كبير إن كنتم تعلمون.
ستظل كلابْ الباطل كلاباً حتى لو طال نباحها وتنوع وتجمل سواء اثناء المسير او بعد أن تمضي المسيره.

الجمعة، 23 ديسمبر 2011

سعاد

قصه واقعيه:

وسط إطلاق كثيف للنار من قِبل الهمج الجمهوري تحاول إحدى الأُسر الأختباء والإحتماء من القصف العشوائي والذي استمر لليالي عده ,سُمِع صوت زجاج يتكسر يعقبه دوي إرتطام يهزُ السقف فهرع افراد العائله يتزاحمون في السلّم الخشبي الأزرق والمؤدي الى غرفة وحيده في الدور الأول (غرفه نبيل) , فقد احسوا بخطب ما قد حدث لنبيل , فوجدوا خال نبيل (شوقي) جالسا امام الغرفه مصدوماً يُصدرُ صوت مُخيف لم يسمعه أحد من افراد العائله من قبل. وصل الأب الى باب الغرفه  فصاح بأعلى صوته "الـــــلــــه أكبر" ثم استدار ليمنع البقيه من المشاهده.
استطاعت سعاد الأخت الصغرى لنبيل ان تصل إِلى باب الغرفه لترى جثه أخيها ملقاةً على السجاد ,لم يبقى من رأس أخيها إلا فكه السفلي الذي مازال متصلاً بالجثه فقد اصابت رصاصه 12.7   تطايرعلى إثرها رأسه  في أرجاء الغرفه, التفتت سعاد واتجهت نحو عائلتها وهي تتقياء, نزلت الأسره بكاملها إلى الأسفل هرباً من مُشاهدةْ  إبنهم مقطوع الرأس وخوفاً من الرصاص وكأنهم يهربون من وحشٍ موجود في الأعلى ,نزلوا مرتبكين يصرخون ويبكون وهم يرتعشون من هول ما رأوه, كلَّ واحد يُحاول أن يُهدء الآخر ولكن دون جدوى.
وبينما كان الجميع يرتعد غيرَّ مُصدقين بما جرى, شعَرتْ سعاد بالدفء وامتشقت من بين الأنيين والبكاء واتجهت مسرعةً نحو المطبخ لتأخذ قِدراً وملعقه وتصعد نحو غرفه أخيها وهي تتحدى الموت وتلتقط قميصاً كان يستعد نبيل لِيرتديه قبل أن يُقتل وتلفهُ حول ما تبقى من رأسه,ثم اخذت بتجميع أشلاء رأس أخيها ودمائه إلى ذلك القِدر باستخدام الملعقه وهي تصرخ وتردد بشده وبحُرقه "قاتلك الله ياسفاح, قاتلك الله ياسفاح , قاتلك الله ياقاتل أخي " ثم إرتمت من شده الأعِياء بجانب جثه أخيها وحلّقت بيدها اليمين على جثته وتبتسم وكأنها تردُ على إبتسامةً منه وتفقد الوعي وهي تنظر إلى رأسه الملفوف.
إن أحداثً قصيره كتلك الـــ13 دقيقه التي مرّت على سعاد  من شأنها أن تغير في الأنسان مالم تغيره الأزمان, فـــسعاد بنت الخمسةعشرا ربيعاً قد شاخت وهي لاتزال صغيره بسبب حجم المصيبه التي واجهتها وكأن عمر أخيها زاد على عمرِها ,فمن الخطاء حساب العمر بعدد السنوات التي يعيشها المرء , ولكن بمعرفة ما واجهه الأنسان من مصايب ومن مؤثرات خلال تلك السنوات.

الخميس، 22 ديسمبر 2011

مقولة

يقولُ المساءْ

بأن القوافي خبزٌ وماءٌ

وأن الصلاة لربّ السماءْ

تساوي القصيدة . .

وأن الحياة مهما استطالتْ

بغيرِ القوافي . .

ليستْ مديدة . .
********************************************
شجاع القطابري

الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

لو كنتُ اعرفُ ما أنا



لو كنتُ اعرفُ ما أنا..

لرسمتُ كوناً آخرا..

وزرعتُ صبحاً دافئاً..

وحصدتُ ليلاً مقمراً

***

لو كنتُ أعرفُ ما أنا

 لحللتُ لغزي والقيودْ

وضحكتُ في وجه الأسى

وبنيتُ عرشاً للنهود

وصنعتُ عمري خمرةً..

وسقيتها كل الوجود

***

لو كنتُ اعرفُ ما أنا

لأرحتُ نفسي لحظةً..

وأخذتُ أسأل من جديدْ..

ما أنا ؟

شجاع القطابري

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

وطني


وطني ..

تحملُـكَ الأسماءُ على العرشِ

يكتبُكَ العرشُ على

جدرانِ النقشِ!

سأموتُ بحبكَ مقتولاً

لكني ..

لا أفهمُ كيف بقيتَ حياةً
في نعشِي!


شجاع القطابري

الأحد، 18 ديسمبر 2011

غيظ




يغضبهُم شعري

يغضبهُم نثري

يغضبهُم فكري

يغضبهُم فوق الأرضِ صراخي
وسيري!

يغضبهُم لحدٌ

في بطنِ ترابٍ

دل على قبري!

ماتوا بالغيظِ وأحيَوا

ذكرى ذكرايْ

بالمجد ولحناً

يسكرُ سر السر!


شجاع القطابري

الجمعة، 16 ديسمبر 2011

الأخضر الفسفوري

المسيره حاشده كالعاده ,شعاراتنا كانت عاديه كل الشباب يرددها, في جواري شخص عادي ولكن هنالك شيئ لم يكن عادي شخص ملابسه لم تكن عاديه ,قميص اخضر فسفوري وبنطال جنز أسود, يظهر ويختفي بجواري ثم يظهر ليعاود الأختفاء ,إنتهت المسيره ولكن ليس بسلام.
حال وصولي الى الساحه اوقفني شيئ لم اعرفه أمام إحدى الخيام لأشاهد التلفاز, إجتذبتني روح اعرفها فرأيت جريحا يحاول الأطباء أن لا يجعلوه شهيدا من ثم ساد الهدوء جسده, تركه الأطباء وحيدا و انتقلوا إلى آخر.
بالكاد عرفت قميصه  فاللون الأحمر قد اجتاح اللون الأخضر الفسفوري ليصبح كل شيء عادي !.
 هل مات لأن الموت عادي؟ ام مات لأن القاتل يستهويه اللون الأخضر الفسفوري.