الخميس، 17 أبريل 2014

ثالثُ الثَّقَلَين




آمَنتُ بالثَّوراتِ و الثُّوَّارِ
و كَفَرتُ بالأبناءِ و الأصهارِ
آمَنتُ بالشَّعبِ الذي لا يَنحَنِي
رُغمَ النُّحُولِ لِـمُديَةِ الجَزَّارِ
آمنتُ بالفَجرِ الرَّبيعيِّ الذي
ما زالَ يُبدِي وَجْهَهُ و يُوارِي
 
*****

آمَنتُ بالوَجَعِ الشَّهيدِ إذا بَدَا
مُتَشائِماً مِن نَشرةِ الأخبارِ
و إذا تَلَفَّتَ في الزَّوايا باحِثاً
عن حُلمِهِ المُتَشَبِّثِ المُنهارِ
و إذا تَثَاءَبَ في الرَّصيفِ كَثائِرٍ
كَفَرَت يَداهُ بوَجهِهِ الجِيفاري
آمَنتُ بي و بكُلِّ جُرحٍ أخضَرٍ
مِثلي يُرَدِّدُ للضُّحى أشعاري
مَن ذا أَلُومُ ؟! و كُلُّ ذَنبي أنني
جَهلاً رَبَطتُ مَعَ ( الدَّبُورِ ) حِماري ؟

 *****

هذي بِلادُكَ يا غريبُ .. و لم تَزَل
يَمنيَّةَ الآهاتِ و الأسفارِ
كانت تُبادِلُكَ الحنينَ و تشتكي
ليلاً إليكَ سِياسةَ الإفقارِ
و تَقُولُ ثُرْ يا ثالثَ الثَّقَلَينِ يا
لَيثَ الخِيامِ .. و يا فَتَى الأنصارِ
حَتى إذا ما ثُرتَ شَقَّت صَدرَها
رُطَباً لكُلِّ مُتاجِرٍ سِمسارِ
و تَعَوَّذَت مِن عُنفُوانِكَ يَومَ أَنْ
صَوَّبتَ صَدرَكَ وَردَةً للنَّارِ
 
*****

يا أيها الوجعُ الغزييييير .. أتَنطَفِي
هذي الخيامُ بحَملَةِ الأمطارِ
لم يَبقَ مِن حُلمِ الربيعِ و طيفِهِ
إلاَّ انقطاعُ الصَّوتِ و التَّيَّارِ
جاءَ المُشِيرُ على المُشيرِ و حَقُّنا
أنْ نُكمِلَ المِشوارَ بالمِشوارِ
و نُبَدِّلَ الأزلامَ بالأزلامِ إنْ
سَمَحَت بذاكَ مشيئةُ التُّجَّارِ
عُذراً لآباءِ الجراحِ فلم يَزَل
حُلْمُ الخُروجِ يَنُوءُ بالأعذارِ
عذراً لجَرحى الحَربِ مازالَ الطَّوى
خَلفَ الخِيامِ بحالةِ استِنفارِ
وَقَفَ الرِّيالُ على يَدَيهِ مُسبِّحاً
مُستغفراً للخُضرِ و الدُّولارِ
و مشى الرَّغيفُ على الرَّصيفِ كسائحٍ
مُتَبَختراً ، و الفَضلُ للأسعارِ
و مَشى النَّحيبُ على النحيبِ و دَندَنَت
أُمُّ العِجَافِ على الفقيرِ العاري

الشاعر/يحيى الحمادي


الأربعاء، 2 أبريل 2014

دع الأماني






دع الأماني فقد خابت أمانينا من حين مات الذي ضحى لِيُحيينا

يا نافخ الكير ما عادت تخوفنا نار المآسي وقد هدت عوالينا
 
كم من عميل غدا في أرضنا بطلا وهو الذي باع ماضينا وآتينا
 
طعن من الظهر أدمى جرح أمتنا فأجهض الحلم واشتدت مآسينا

واتقن الغدر والغدار طعنتهم وقد تراضى أين (ست) وأين (ستينا)
 
بأن تموت بسيف الغدر أمتنا وأن تسيل بأيدينا شرايينا
 
حتى غدونا أمام الناس مهزلة منا الضحايا كما منا السكاكينا
 
بعنا دمانا لجار حاقد صلف وفوق هذا إمام للمصلينا

يسره أن يرانا ساجدين له وفي حدود أراضيه قرابينا

ولم يعي أننا صبر له أمد وإن ضغطنا تفجرنا براكينا

وأن من طاوعوه الأمس واشتركوا بقتل من لم يقل للذل آمينا

ما عاد منهم سوى صندوق خستهم وان جيلا جديدا قد وعى فينا

جيل تربى على الحرمان من زمن من حين سالت على (الحمدي) مآقينا

أين (الهديان) و(الغشمي) ومن معهم من جرحهم لا يزال اليوم يدمينا

لو غيب الموت يا (حمدي) وجوههم فإننا فوق ثأر الثأر باقينا

سننبش الأرض بحثا عن مقابرهم عن العظام بصدق العهد ماضينا

فلم يعد للأسى, للحزن متسع عدت ثلاثون وازدادت ثلالثينا

من السنين التي ما زال يفزعنا منها زمان لكم قد طال ينعينا

حتى يئسنا وطول اليأس أرهقنا لم يبق شيء سوى صمت يواسينا

 وأرق الفارس العملاق مضجعه وكاد من قبره صوت ينادينا

أأنت شعبي الذي أرخصت فيه دمي من كان بالأمس للثورات يهدينا

لا يشعل الثأر شعب يستعار له يا شعب إن لم تثر غلت ايادينا

يا شعب من لم يكن عنوان ثورته ثأر على الظلم لا كانت أسامينا

إني هنا في انتظار صوت ثورتكم يا من بكم أشرقت عادت معانينا

أنتم شباب بكم تزدان أمتكم والفجر آت وإن طالت ليالينا



ألشاعر اليمني / عبدالعزيز المقالح