السبت، 27 أغسطس 2016

طالبان المُشتركْ.... عبدالكريم الرازحي


طالبان المُشتركْ
خطفَ الثورةَ من دونِ انقلابْ
"ساحةُ التغيير" أضحت
ساحةً للاحتساب
ضربوا أروى"بحقدٍ
أمطروها بالسِّبابْ
أيُّ ذنبٍ ذنبُها؟
أسفرتْ عن حُلمها
حَلُمَت دونَ نِقابْ

من"بني خَطْفَان" نحنُ
نخطفُ السياحَ والساحاتِ
أحلامَ الشبابْ
كلما أطلقَ شابٌ حُلمهُ
أطلقوا كابوسهم في إثرهِ
أسقطوهُ من علٍ
منْ زهوهِ
مرَّغوهُ بالتراب

كانتِ الوحدةُ حُلماً ساطعاً
كفَّروها.. مزقوها بالحرابْ
حملاً كانت وديعاً، وحدهم
وحدويُّونَ،لهم بطشُ الذئابْ
خطفوا الدولةَ من أهلِ الجنوبْ
خطفوا الثروةَ من جيبِ الشعوب
خطفوا الثورةَ من جيبِ الشبابْ

كلّها الأحزابُ يا أروى صناديقُ، خوازِيقُ
وآلاتُ خرابْ
كلّهم في القمعِ شرقُ
كلّنا في ساحةِ الحُلمِ مُقيمونَ
نعاني الاغتراب

آهِ يا أروى.. تعبتُ من الحنينِ إلى الجمال
من التطلُّع للنجوم وللغيومِ
كمِ اتُّهِمتُ!
وكم فُجِعتُ!
وكم نُبِحتُ!
وكم تحرَّشَ بي القطيعُ!
وكم رُجِمتُ من الجميع!
تُرِكتُ وحدي
كلُّهم في السِّرْب
لي وحدي السَّرابْ

ليس لي حزبٌ سوى حزني
وبي حزنٌ على موتِ الشبابْ
كلُّ يومٍ يُقتلونَ ويَسقطونَ
من الوفاءِ لحُلمِهم
دمهم يسيلُ
الآخرونَ من الوفاءِ لطبعهم
يتهافتونَ على الدماءِ كما الذبابْ

هي سلطةٌ للقتلِ
تقتلُ شعبها
مشروعها.. قتل الشباب العاطلينَ
القتلُ يُنعشُ حزبها
والقتلُ يُشبعُ جوعها
والقتلُ يُلهمُ عقلها
والقتلُ يُرعبُ خصمها
والقتلُ أسهلُ، ويْلُها
والقتلُ أرخصُ عندها
من أيِّ تصريفٍ وتوظيفٍ لطاقاتِ الشبابْ

من أين يأتي الحقدُ يا أروى؟
لماذا يكرهونَ ، يُجوِّعون،يُخوِّنونَ
يُقتِّلونَ شعوبهم..
قتلَ الصراصيرِ الذباب؟
هل يَفلتونَ من العقاب؟

لستُ ثورياً
ولم أنزلْ إلى الساحاتِ يا أروى
هبطتُ إلى الجحيمِ بمفردي
وصعدتُ من قلبِ العذابْ
روحي مُطهَّرةٌ وصافيةٌ من الأحقادِ والأطماعِ
قلبي وردةٌ
سقطَ الحِجابْ
الذئبُ أصبحَ لي أخاً
أمشي .. وأحتضن الذئابْ

آهِ يا أروى ، وياأختي ،ويا أمَّ البناتِ الخُضْر
يابنتَ الغيومِ السُّمْر
ياأختَ السحابْ
أيُّ رعبٍ قدأصابَ الشعرَ؟
أيُّ بشاعةٍ؟
هذي الجريمةُ وحدُها
فوق الجرائمِ كلّها
فوق الجريمةِ والعقابْ

لم يعد للشعر يا أروى لسانٌ أو أمانٌ
أو مكانٌ
كان من قبلُ مُهاباً
يحسبُ الكلُّ لهُ ألفَ حسابْ
كان للشعرِ لسانٌ
قطعوها..
ورموها للكلابْ

الشاعر/عبدالكريم الرازحي

الخميس، 25 أغسطس 2016

نزف الروح ......يحيى الحمادي

نزف الروح 


لم يَجـــئْ بَعدُ مَـــوطني كــــي يَرُوحا
أنتِ مَن جــــاءَ و اختفــى كي أنُـــوحا
.
أنتِ مَــــــــن ذُقــــتُ أمنَـــهُ فـي بلادٍ
لم تَطِب لــي.. و لا استَطَعتُ النُّزُوحا
.
أنتِ مَـن كُـنتِ جنَّةً
مِن يَقــينٍ

إنْ تَغَـــرَّبْتُ
أو فَقَــدتُ الطُّمُــوحا
.
بَـــوحُ عَينَيــكِ إن جَفَا
أو تَنَــاءَى

كَيفَ لِلصَّمـتِ بَعدَهُ
أن يَبُــــوحا!
.
صِرتُ _مُذ غِبتِ_ شاعرًا
غيرَ أَنِي

أنزِفُ الرُّوحَ صــامِتًا
لا الجُـــرُوحا
.
كُلُّ حَـــرفٍ
كَتَبتُهُ عَنـــــكِ
أضحَى

حَقـلَ وَردٍ
يُرِيدُنِي أنْ أَفُوحا!
.
لا تَقولِي “نَسِيتُهُ”
كيف يَنسَى

قَدُّكِ الرُّمحُ
زادَهُ
و الجُمُوحا!
.
كيف تَنسى يَدَاكِ
مَن كان يُلقِي

فِي نَدَاها غُمُوضَهُ
و الوُضوحا!
.
كُنتِ بَحري..
و ها أنا اليَومَ وَحدِي

أَدفَعُ البَحرَ
قائلًا: لَستُ نُوحا
.
كَيفَ يُوحى إلَيَّ
إنْ لَم تَكُوني

أنتِ شِعرِي
و كاتِبي!
كَيفَ يُوحَى؟!
.
غِبتِ عَنِّي
و غِبتُ عَن كُلِّ شَيءٍ

أينَ ألقَاكِ؟
كَي أرَى
أو أَلُوحا
.
مِن تَنَائِيكِ
صارَتِ الرُّوحُ جُرحًا
يَرتَدِينِي..
و أَصبَحَ الجُرحُ رُوحا
ألشاعر / يحيى الحمادي