جَاءَ البَرِيـدُ بِقرطـاسٍ يَخـبُّ بِـهِ *** فَأَوجسَ القَلبُ مِنْ
قِرطَاسـهِ فَزعَـا
قُلنَا: لَكَ الوَيلُ، مَاذَا فِي صَحِيفَتكُم ؟ *** قَالُوا : الخَلِيفةُ
أَمسَـى مُثْبَتـاً وَجِعَـا
مَادَتْ بِنَا الأَرض أَوْ كَادَتْ تَمِيدُ بِنَـا *** كَأَنَّ
مَـا عَـزَّ مِنْ أَركَانِهَـا انْقَلَعَـا
ثُمَّ انْبَعَثنَـا إلـى خـوصٍ
مُضَمَّـرَةٍ *** نَرمِي الفِجَاجَ بِهَا مَا نَأتَلِـي سرعَـا
فَمَـا نُبَـالِـي إِذْ
بَلَّغـنَ أَرجلنَـا *** مَا مَاتَ مِنهـنَّ بالمَرمَـاتِ أَوْ طَلعَـا
مَنْ لَمْ
تَزلْ نَفسُه تُوفِي عَلَى شَـرفٍ *** توشِكْ مَقَادِيرُ تِلكَ النَّفسِ أَنْ تَقَعَـا
لَمَّا وَرَدْتُ وَبَـاب القَصْـرِ مُنْطَبـقٌ *** لِصَوْتِ رَمْلَةَ هُدَّ القَّلـبُ
فَانصَدَعَـا
ثُمَّ ارْعَوى القَلبُ شَيْئاً بَعـدَ طِيرَتِـهِ *** والنَّفْسُ
تَعْلَمُ أَنْ قَـدْ أثْبَتَـتْ جَزَعَـا
أَودَى ابنُ هِندٍ وَأَودَى المَجـدُ
يَتبَعُـهُ *** كَانَا جَمِيعاً خَلِيـطاً سَالِميـنَ مَعـاً
أَغَرُّ أَبلَـجُ
يُستَسْقَـى الغَمَـامُ بِـهِ *** لَوْ قَارعَ النَّاسَ عَنْ أَحْلامهـمْ قَرَعَـا
لاَ
يَرقَعُ النَّاسُ مَا أَوهَى وإِنْ جَهَـدُوا *** أَنْ يَرقعُـوه وَلاَ يوهـونَ مَـا
رَقَعَـا
يزيد بن معاوية