الأربعاء، 22 يناير 2014

جَاءَ البَرِيـدُ بِقرطـاسٍ


جَاءَ البَرِيـدُ بِقرطـاسٍ يَخـبُّ بِـهِ *** فَأَوجسَ القَلبُ مِنْ قِرطَاسـهِ فَزعَـا 

قُلنَا: لَكَ الوَيلُ، مَاذَا فِي صَحِيفَتكُم ؟ *** قَالُوا : الخَلِيفةُ أَمسَـى مُثْبَتـاً وَجِعَـا 

مَادَتْ بِنَا الأَرض أَوْ كَادَتْ تَمِيدُ بِنَـا *** كَأَنَّ مَـا عَـزَّ مِنْ أَركَانِهَـا انْقَلَعَـا 

ثُمَّ انْبَعَثنَـا إلـى خـوصٍ مُضَمَّـرَةٍ *** نَرمِي الفِجَاجَ بِهَا مَا نَأتَلِـي سرعَـا 

فَمَـا نُبَـالِـي إِذْ بَلَّغـنَ أَرجلنَـا *** مَا مَاتَ مِنهـنَّ بالمَرمَـاتِ أَوْ طَلعَـا 

مَنْ لَمْ تَزلْ نَفسُه تُوفِي عَلَى شَـرفٍ *** توشِكْ مَقَادِيرُ تِلكَ النَّفسِ أَنْ تَقَعَـا

لَمَّا وَرَدْتُ وَبَـاب القَصْـرِ مُنْطَبـقٌ *** لِصَوْتِ رَمْلَةَ هُدَّ القَّلـبُ فَانصَدَعَـا

ثُمَّ ارْعَوى القَلبُ شَيْئاً بَعـدَ طِيرَتِـهِ *** والنَّفْسُ تَعْلَمُ أَنْ قَـدْ أثْبَتَـتْ جَزَعَـا

أَودَى ابنُ هِندٍ وَأَودَى المَجـدُ يَتبَعُـهُ *** كَانَا جَمِيعاً خَلِيـطاً سَالِميـنَ مَعـاً

أَغَرُّ أَبلَـجُ يُستَسْقَـى الغَمَـامُ بِـهِ *** لَوْ قَارعَ النَّاسَ عَنْ أَحْلامهـمْ قَرَعَـا

لاَ يَرقَعُ النَّاسُ مَا أَوهَى وإِنْ جَهَـدُوا *** أَنْ يَرقعُـوه وَلاَ يوهـونَ مَـا رَقَعَـا


 يزيد بن معاوية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.