الجمعة، 16 سبتمبر 2016

قل هو الحب وطن..... فؤاد المحنبي







   يَا سَيـِدِي الحُبَّ مَا أَجلاكَ يَا نُورُ **واسكُب تَجَلِّيكَ هَذَا البَحرُ مَسجُورُ
يَا سَيـِدِي أَنتَ قَبلَ المُنتَمَى وطَنٌ** في حُبِّهِ لِذُنُوبِ الحُبِّ تَكفيرُ
آنَستَنِي اليَومَ لمَّا استَوحَشَت لُغَتِي**بـِكُلِّ مَنفَىً أَشَادَتهُ التَّعَابـِيرُ
أَقبَلتَ مِن حَيثُ لَم تُقبـِل مُغَرِّرَةٌ**مِن المَفَاتِنِ والإِحسَاسُ مَغرُورُ
أَقبَلتَ مِن بَينِ إِيقَاعٍ يُكَوِّنُنِي**مِن واحِدِيَّتِهِ والكَونُ مَشطُورُ
سَبَّحتُ بِاسمِكَ لا عَمداً ولا عَرَضاً**فَفيكَ كُلُّ لِسَانٍ في مَقهُورُ
يَا غُربَةً قَدَّرَتهَا شِقوتِي بـِيَدِي**مُوتِي فَفي وطَنِي لِلهَجرِ تَهجِيرُ
مِن خَفقَةٍ نَحوهُ جَازَ المَرَاحِلَ كَي**يَضُمَّنِي وأَنَا في البَهوِ عُصفُورُ
هُو ابتَدَانِي بِنَعمَاءِ اللِّقَاءِ ولَم**يَحتَج لِقَائِي فـَأَقَصَتهُ المَقَادِيرُ
والشَّوقُ للمِنَّةِ الأُولَى حَدَا سَفَرِي**إِلَى جَلالٍ بـِسِربِ الشـَّوقِ مَسرُورُ
يَا سَيِّـدِي كُلُّ جُرمِي أَنَّنِي بَشَرٌ**في آدَمِيـَّتِهِ كُفرٌ وتَقصِيرُ
عَفواً : تَعـَالَيتَ عِزّاً عَن سُلالَتِهِ**تَفَرُّداً أَبحَرَت فيهِ التَّفَاسِيرُ
يَا عِلَّةَ الحَادِثـَاتِ الدُّونِ أَهزَأُ بـِي**إِذَا يُطَالَبُ بـِالتَّبرِيرِ تَبرِيرُ
إِمَّا طَلَبتُكَ كَأسَ الحُبِّ تُوكِلَنِي**إِلَى حَبـِيبـِكَ فَالمَطلُوبُ مَيسُورُ
إِذ لَستُ بـِالمُتَسَامِي نَحو سَيِّدِهِ**جَلَّ المِثَالُ ولَمَّا يَصمُدِ الطُّورُ
لِي مِنكَ سَاعَاتُ سُكرٍ لا بَدِيلَ بـِهَا**لأَنَّ كُلَّ جُزَيءٍ في سِكِّيرُ
هَبنِي لِحُبِّكَ وامنَحنِي بـِهِ وطَناً**بـِلا حُدُودٍ ولا فيهِ مَحَاذِيرُ
فَكُلُّ أَوطَانِنـَا صَارَت تُحَاصِرُنـَا**بـِشَرِّهَا هَل يَزُفُّ الخَيرَ شِرِّيرُ؟
هَبنِي سَمَاواتِ وِدٍّ لا تُزَاحِمُهَا** قَامَاتُ شَوقِي لِيَزكُو في تَغيـِـيـرُ
واخرِج ظَلامَاتِ سِجنِ الرُّوحِ صَاغِرَةً**مَا في ضِيَاءَاتِكَ العَصمَاءِ تَخيـِـيرُ
لَو أَنتَ أَمطَرتَ في صَحرَاءِ أَنفُسِنَا**لَمَا تَفَاقَمَ في الأَجوافِ تَصحِيرُ
لَو كُنتَ خَيَّمتَ في هَذِي الصُّدُورِ لَمَا**عَاثَت بـِأَرجَاسِهَا فيهَا الخَنَازِيرُ
نَحنُ المُدَانُونَ والجَانُونَ إِذ فَغَرَت**شَهواتُنـَا واستَرَقَّتنَا الدَّنَانِيرُ
مَاتَت أَصَابـِعُنَا في كَهفِ مَسمَعِنَا**ومَلَّ نُوحٌ وكَم قَد فَارَ تَنُّورُ
حَتَّى أَتَيتَ وآدَتنِي النُّبُوءَةُ في**عَصرٍ نُبُوءَاتُهُ جِنسٌ وتَخدِيرُ
حَمَّلتَنِي وِزرَ عُبَّادِ الحُرُوفِ وكَم**عَبَدتُهَا ولَهَا في القَلبِ تَكبـِـيرُ
لَكِن كَفَرتُ بـِمَا أَسلَفتُ يَا قَلَمِي**وكُلُّ كُفرٍ بـِغَيرِ اللَّهِ مَشكُورُ
تَقيَّأِ الحِبرَ فَوقَ الرَّملِ إِنَّ لَنَا**لَوُجهَةً لا تَرَاهَا الأَعيُنُ العُورُ
وانهَل إِذَا شِئتَ أَو إِن لَم تَشَأ نَهَراً**مِنَ الجَمَالِ حَوالَيهَا الأَزَاهِيرُ
ثَعَالِبُ النَّارِ لا زَالُوا بـِأَقبـِـيَتِي ** أَسرَى وقَلبـِي بـِوحيِ الحُبِّ مَبهُورُ
مَا زَالَ في مَعشَرِ الأَقلامِ مَن عَجِزُوا**عَن فَهمِهِم واستَفَزَّتهُم تَصَاوِيرُ
مِن مُوغِلٍ في تَفَاصِيلٍ مُؤَنَّثَةٍ**و مُفرَغٍ جَانِبَ المَاخُورِ مَقبُورُ
أَو شَاطِحٍ يَستَلِذُّ الفَاجِعَاتِ إِذَا**جَازَ القَدَاسَاتِ أَو آواهُ مَحذُورُ
يَا آخِرَ العَابـِدِينَ النُّورَ يَا قَلَمِي**إِن تَلبَسِ العَصرَ هَابَتكَ الأَعَاصِيرُ
كُن أَنتَ أَولَ مَيتٍ عِندَ قِبلَتِهِ**يَهوِي شَهِيداً وظَهرُ اللَّيلِ مَكسُورُ

الشاعر / فؤاد المحنبي

الاثنين، 5 سبتمبر 2016

على العقيق اجتمعنا .... السهروردي


علـى العقـيـق اجتمعـنـا  : نـحـن وســود الـعـيـون
مـا ظـن مجـنـون ليـلـى  : لـو جـن بعـض جنـونـي
فـيــا عـيـونـي عـيـوْنـي  : ويــا جـفـونـي جـفـوْنـي
ويــــا قـلـيـبـي تـصــبــر  : عـلـى الــذي فـارقـونـي
مــا زلـــت أم المـطـايـا  : وقـلـت هـــم يحمـلـونـي
الــــى مــنـــازل قـــــوم  : سـافـروا ولا ودعـونـي
فارقتـهـم يــوم الاثنـيـن  : صبح الثلوث أوحشوني
هـــم ســـادة خـلـفـونـي  : أبكـي دمـا مـن عيـونـي
بكـيـت حـتـى رثـــا لـــي  : الطيـر فــوق الغـصـون
بالله ان مــــت شــوقـــا  : بـأدمــعــي غـسـلــونــي
سـر يـا رسولـي اليـهـم  : سـرعــا وقـبــل يـديـهـم
واقـرأ سـلامـي عليـهـم  : لـعـلــهــم يـرحـمــونــي
جانـي رسولـي يضـحـك  : وقــال أبـشـر بصـلـحـك
بـحـق عيـشـك وملـحـك  : هم بالوصـال أوعدونـي

السهروردي