الخميس، 13 يونيو 2013

ثنائِيةُ الأنَا فِي الذاتِ والموضوع

سَرَتْ غَيْمةٌ
حَجَبَتْ خُيُوط الشمسِ

عنْ سمَائِي

قالَتْ همْسَةٌ :

- أنتَ بائسٌ

همْسَةٌ

تُدَوِّي صواعقُ

تُمْطِرُ .. سهَاماً وخَنَاجِرَ

تغْرِسُ في ضُلُوعِي

والسعَادَةُ .. شهْقَةُ إعصَارٍ

تتَلَوَى

تتَمَاوج

في ذُرَاها كَان سَيَرى

كيْ أجِدُها

هلْ أجِدُها ؟

هلْ تَجِدُني ؟

* * *

ويَظِلُّ القلبُ مصْلُوباً

وعقْلِي لا يُصدِّقُ

صدَقَ صبْرِي

وانتِظَارِي ...

وعيُونِي تتحجَلُ

في جبينِ الشمسِ تسأَلُ

عنْ ملاذٍ

نصطفيهُ ..

نتجدَدُ

* * *

أنتَ بائسٌ ؟

لستُ أدرِي !!

آااه .. أدْري

أهوَ مُجْدٍ أن أُصَرِّخُ ؟

وبملء الصوتِ أًْصْرِخُ :

- كمْ تعذّبْتُ ؟

وكمْ صبَّ العذابُ في فؤادِي

جذوةِ النارِ ولسعاتُ الصقيعُ

* * *

آه يا قلبِي الزاخر

يا قلْبي المَحرُوم من قطرةِ حبِّ

من بعضِ حنانٍ

فالموْتى الأحياءُ

لا تسمعُ منكَ

صرخة حزنٍ

إذْ تتمزقُ في قلبِ الأشياءِ

شظايَا ...

فترتدُّ إليكَ

دونَ صدَى

* * *

في زَخْمِ عاطفَتِي

أفْرَاحِي رَحَلتْ ..

في سفُنِ الأحزانُ الكوْنية

حيثُ لا مرسَى

يَتَنَفَسَهَا

يُحيِيها

وعرفتُ يا قلبِي المكلُومُ

عمٌقُ الجَرْحِ

وهجرُ الفرحةِ

* * *

وتُهْتُ يا قلْبِي المشطور

سنواتٍ

بعمرِ الأرضِ

وأمطارِ الأرْضِ

دموعٌ لمْ تكفٌّ

كيْ تغسِلَ من أحشَائِكَ

وجهُ الحزنُ الدَامِي

بكثافَتُهُ

يتلوَّثُ منهُ تيارُ النهرِ

ومَوْجِ البحرِ

وعلى أبوابُ عيونِكَ يا قلْبِي

" أيَموتُ الوردُ ندِيّاً " ؟

و " تمُوتُ الأشجارُ واقفةً " ؟

وتغِيبُ الشمسُ فلا تشرقَ

فآهٍ .. آه .. يا هذا القلبُ المتعبِ

ألمٌ

ألمٌ

ألمٌ

ألاّ يكونُ شريفاً

في الدُنيا الحبِّ

* * *

ويعُود الصوتُ

يُغنِي .. نَعيقَ غراِبِ

يا هذَا الصوتُ

حفيفُ الأفعى

المملوء حياةً بسُمِّ الموتِ

أتَتَشَفَّى بِشَقاَئِي

كأنِّي بائسٌ

فالِأشياءُ في رحمِّ الأشياءُ تتغيَّرُ

وأنا لستُ يـ .... ا ... ئـ ... س

فالجذبُ يخصِبُ ... مبْتَدئاً

ورنينُ الحزنِ .. إيمانٌ

يفتِحُ لي محْرابَ الفرحةِ

والنجمة حاضرة

ترنو

تَتَدَلى في أُفُقُ حَيَاتي

تَتَشَكلُّ

تقْتَرِبُ

تكْبَرُ

تمْلؤْني ضياءً

الصوْتُ يلفظُ آخرَ أنْفَاسِهِ

- أنتَ بائِسٌ ؟

لا .. فلْيَخْرِسُ

ويَمُوتُ في الأعْمَاقِ

هذا الصوْتُ

الصدّى

المشْلولُِ

فالآنَ أحِسُّ بقلبِي يتدَاخَلُ

يتَوَحَدُّ

يتجدّدَ

وبعيْنِ الأشيَاءِ تتغَيَر

فالقُبْحِ جمالٌٌ

والليلُ نهارٌ

و ... .... ....

* * *

هَا أنتَ يا قلْبِي

فيِ قلبِ الرِحلْةُ

تغْدو عصفُورَ الجَنة

تطوِي أجْنِحَتُكَ

تفْرِشُها

تَطْويها

تفْرشُها

تُحَلّقُ في صُبْحِ حياتِي

تُغرِّدُ في نشوةٍ

تُرتيلُ صلاةُ الحبِّ

للمحْبُوبَةِ ...

المَاضِيةُ .. في بؤْسِي

الحَاضِرَةُ .. في أمَلي المشْرِقُ

المنْتَظِرةُ .. في عُرسِي الأكْبَرُ

هذه مَحْبُوبِتِكَ يا قَلْبِي

في حُزْنِكَ تَشْبَهُها

فِي فرْحَتِها تشْبَهُكَ

وكالألْوانِ

تمتَزِجَانِ

في اللوْن الواحدُ

فيَنْتَشِرُ في ذُرَات دمّي

سِلاَماً

عِشْقاً

شوقاً

وإِذَا بالعُمْرِ شِرُوقٌ

يمْحُوَ ظَلاَمُ حيَاتِي

يغْسِلُ مَاضيّ بؤْسِي

أَتَنَفَسُ منْه .. أشْدُو

أشدو

فأخْلِعُ أشْرِعَةَ الحُزْنِ

وأَرْسُو

أَرْسُو

أ ... رْ ... سُ .... و ....


الرفيق/عبدالفتاح اسماعيل