الخميس، 28 يونيو 2012

أحبابنا بجيرون


أحبابنا بجيرون
إِني بكم لمفتونْ
باكي العيون محزون
مجنون غير مجنون
أُزعجتْ من بلادي
كأنما فؤادي
نادي به المنادي
للوصلِ وهو مشجونْ
سكران ليس أدري
من غشوتي وسُكري
أحنُ ملءِ صَدري
إلى حمائمِ الجون
طير بطيرِ سينا
يحففنَّ حور عينا
ممشوقةً ردينا
كنخلة بسيحون
تختالُ بلْ تثنىَ
يسرى وحين يمنى
إذا مشتْ تكنى
أغصان بان ياسون
آسي وخمرُ كأسي
تمشي على الكراسي
ترمي على القياسِ
من حاجبين كالنون
(رقاصة المعاني (الأغاني
ريحانة الجواني
أستاذة المعاني
أوتارِ كلَّ قانون
طاؤوس طيرِ طه
باهوتها بهاها
سبحان من براها
للعاشقين فاتون
بدر إذا تجلتْ
غصنٌ إذا استقلتْ
مزنٌ إذا استهلتْ
نيسان بعد كانون
متى متى التلاقي
فالروح في التراق
من حسرةِ الفراق
هل هم بذاكِ يدرون
بالله بلغيهم
عني وخبريهم
أني القتيل فيهم
فهل علي يبكون؟


 امام العارفين القطب الصوفيِ / أحمد ابن علوان

الأحد، 24 يونيو 2012

اغضب

اغضب فإن الله لم يخلق شعوباً تستكين

اغضب فإن الأرض تـُحنى رأسها للغاضبين

اغضب فإن الريح تذبح سنبلات القمح

تعصف كيفما شاءت بغصن الياسمين

اغضب ستلقىَ الأرض بركاناً

 ويغدو صوتك الدامي نشيد المُتعبين

اغضب فإن حدائق الزيتون

لا تؤوى كلاب الصيد

لاتنسى دماء الراحلين

اغضب
فالأرض تحزن حين ترتجف النسور
ويحتويها الخوف والحزن الدفين
الأرض تحزن حين يسترخى الرجال
مع النهاية .. عاجزين

اغضب
فإن العار يسكـُنـُنا
ويسرق من عيون الناس .. لون الفرح
يقتـُل في جوانحنا الحنين
ارفض زمان العهر
والمجد المدنس تحت أقدام الطغاة المعتدين
اغضب
فإنك إن ركعت اليوم
سوف تظل تركع بعد آلاف السنين
اغضب
فإن الناس حولك نائمون
وكاذبون
وعاهرون
ومنتشون بسكرة العجز المهين
اغضب
إذا صليت .. أو عانقت كعبتك الشريفة .. مثل كُل المؤمنين
اغضب
فإن الله لا يرضى الهوان لأمةٍ
كانت - وربُ الناسِ- خير العالمين
فالله لم يخلق شعوباً تستكين

اغضب
إذا لاحت أمامك
صورة الكهان يبتسمون
والدنيا خرابٌ والمدى وطنٌ حزين
ابصـُق على الشاشات
إن لاحت أمامك صورة المُتـنطعين
اغضب
إذا لملمت وجهك بين أشلاء الشظايا
وانتزعت الحلم كي يبقى على وجه الرجال الصامدين
اغضب
إذا ارتعدت عيونك
والدماء السود تجرى في مآقي الجائعين

إذا لاحت أمامك أمة مقهورة خرجت من التاريخ
باعت كل شئٍ
كل أرضٍ
كل عِرضٍ
كل دين

ولا تترُك رُفاتك جيفةً سوداء كفنها عويل مُودعِـين
اجعل من الجسد النحيل قذيفة ترتج أركان الضلال
ويُـشرق الحق المبين
اغضب
ولا تُسمع احد

فإنك إن تركت الأرض عارية
يُـضاجعها المقامر .. والمخنث .. والعميل
سترى زمان العُـهر يغتصب الصغار ويـُـفسد الأجيال
جيلا ً.. بعد جيل
وترى النهاية أمة . مغلوبة . مابين ليل البطش . والقهر الطويل
ابصق على وجه الرجال فقد تراخى عزمُهم
واستبدلوا عز الشعوب بوصمة العجز الذليل
كيف استباح الشرُ أرضك ؟
واستباح العُهر عرضك ؟
واستباح الذئبُ قبرك ؟
واستباحك فى الورى
ظلمُ الطـُغاةِ الطامعين ؟؟؟

اغضب
إذا شاهدت كـُهَّان العروبة كل محتال تـَخـفـَّى في نفق
ورأيت عاصمة الرشيد رماد ماضٍ يحترق
وتزاحم الكـُهَّان فى الشاشات تجمعهم سيوف من ورق
اغضب
كـَـكـُـلِّ السَّاخطين
اغضب
فإن مدائن الموتى تـَضجُّ الآن بالأحياء .. ماتوا
عندما سقطت خيول الحـُـلم وانسحقت أمام المعتدين
اغضب
إذا لاحت أمامك صورة الأطفال في بغداد
ماتوا جائعين
فالأرض لا تنسى صهيل خيولها
حتى ولو غابت سنين
الأرض تـُـنكر كـُـلَّ فرع عاجز
تـُـلقيهِ في صمت تـُـكـفـِّـنـُـه الرياح بلا دموعٍ أو أنين
الأرض تكره كل قلبٍ جاحدٍ
وتحب عـُـشاق الحياة
وكل عزمٍ لا يلين
فالأرض تركع تحت أقدام الشهيد وتنحني
وتـُـقبِّـل الدم الجسور وقد تساقط كالندى
وتسابق الضوءان
ضوء القبر .. في ضوء الجبين
وغداً يكون لنا الخلاص
يكون نصر الله بـُشرى المؤمنين

اغضب
فإن جحافل الشر القديم تـُـطل من خلف السنين
اغضب
ولا تسمع سماسرة الشعوب وباعة الأوهام .. والمتآمركين
اغضب
فإن بداية الأشياء .. أولها الغضب
ونهاية الأشياء .. آخرها الغضب
والأرض أولى بالغضب
سافرت في كل العصور
وما رأيت .. سوى العجب
شاهدت أقدار الشعوب سيوف عارٍ من خشب
ورأيت حربا بالكلام .. وبالأغاني .. والخـُطب
ورأيت من سرق الشعوب .. ومن تواطأ .. من نهب
ورأيت من باع الضمير .. ومن تآمر .. أو هرب
ورأيت كـُهانا بنوا أمجادهم بين العمالة والكذب
ورأيت من جعلوا الخيانة قـُدس أقداسِ العرب
ورأيت تيجان الصفيح تفوق تيجان الذهب
ورأيت نور
......
يخبو أمام أبى لهب
فاغضب فإن الأرض يـُحييها الغضب
اغضب
ولا تُسمع أحد
قالوا بأن الأرض شاخت .. أجدبت
منذ استراح العجز في أحشائها .. نامت ولم تُنجب ولد
قالوا بأن الله خاصمها
وأن رجالها خانوا الأمانة
واستباحوا كل عهد
الأرض تحمل .. فاتركوها الآن غاضبة
ففي أحشائها .. سُخط تجاوز كل حد
تـُخفى آساها عن عيون الناس تـُنكر عجزها
لا تأمنن لسخط بركان خمد لو أجهضوها ألف عامٍ
سوف يولد من ثراها كل يومٍ ألف غد

اغضب
ولا تُسمع أحد
أ سمع أنين الأرض حين تضم في أحشائها عطر الجسد
أ سمع ضميرك حين يطويك الظلام .. وكل شئ في الجوانح قد همد
والنائمون على العروش فحيح طاغوت تجبّر .. واستبد
لم يبق غير الموت
إما أن تموت فداء أرضك
أو تـُباع لأي وغد
مت في ثراها
إن للأوطان سراً ليس يعرفه أحد
إن أخرجوا بغداد من صلواتها سيكون عار المسلمين إلى الأبد إن تنصروا الرحمن ينصركم .. وهذا ما وعد هذا ما وعد ..

الشاعر / فاروق جويدة

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

الشك


يا مصباحَ الشكِّ الزيتيِّ،
الشكُّ لظلك الوقاد، فلتحترقِ
الظلمةُ أنت ووجهُ الآتي الناصع، لا تسألْ
وكآبة هذي الأنفس التي تتمزق في وحدتها تطفو
تخطو تتألقْ
فلتشرقْ من شعلتك المحترقة قسماتُ يقينِ الفجرِ
القادمْ
معذرةً كيف لي - آه - أن أطمئن وفي عمق صلب اليقين
مُدَى الشك
تنخر قلب اليقين ويشتعل الشك نارًا تموَّجُ في النفس
تمتد نيرانُها تستكين، وتوغل حتى الجذور
فتحترق الكفُّ والحدّ والطرف الأسفل
ويعلو بريقٌ من الزيف، ينكمش الصدق
في صمته الغضب، الوعد، بينا إلى ظله الفرح يشكو
شقاه
يفيقُ ليبدأ ثانيةً في الضياع، حزينَ الملامحِ
يبحث عن موعد الصحوِ،
يا موسمَ الأمنيات، أتهزأ حقًا بومضِ الحياةْ
وتسخرُ من نهدات الشتاتْ
وتُدمي جراح القيود
وتبصر ساعتها الحب منسحقًا بالحنين
يواجه عنقَ الشقاء
ألا فلتقاومْ
ليشرق فجرك، يفضح زيفَ الظلامْ
أجنحة الضوء وردية
لن تلين قناةُ الضياء
فلا تتردّد، تحدَّ الشكوك وقاومْ
وراءك من وهبوا للعرين الحياة فداء
تقدَّمْ، تَحدَّ الصعاب، الشكوك، المحاذير، كيما
يجلجل صوتَ الضميرْ
وعندئذ ينطقُ العقل، وماذا؟
أعيذك من نكسة الارتداد وبئس المواقفُ أن تنتمي
أو تراوح وسْط الطريقْ
وإذ ذاك تفقد كل الملامح
«إن الذين يحاولون وضع قدمٍ في اليسار وأخرى في اليمين
لا يملكون القدرة على الوقوف»
خاتمة
يا مصباح يقيني الأحمر
أَوَ تجرؤ ان تنطقَ حرفًا من جملةِ صدقٍ
حتى لو صلبوك؟
هل يجرؤ من أجل إزالة أكداس الصدأِ
المتراكمة فوق جبين الحقّ؟
فلتومضْ، ولتخترقِ الظلمةَ والأسوارْ
كيما تتعرَّى كلُّ الأشباح،
ساعتَها ينكشفُ الوجه الأعورْ
وتبين مكامنُ هذا الضعف
وعندئذ يصبح الفعل نقطة ارتكاز للوضوحْ

الرئيس الشاعر/عبدالفتاح إسماعيل

السبت، 16 يونيو 2012

مقاومٌ بالثرثرة


مقاومٌ بالثرثرة
ممانعٌ بالثرثرة
له لسانُ مُدَّعٍ..
يصولُ في شوارعِ الشَّامِ كسيفِ عنترة
يكادُ يلتَّفُ على الجولانِ والقنيطرة
مقاومٌ لم يرفعِ السِّلاحَ
لمْ يرسل إلى جولانهِ دبابةً أو طائرةْ
لم يطلقِ النّار على العدوِ
لكنْ حينما تكلَّمَ الشّعبُ
صحا من نومهِ
و صاحَ في رجالهِ..
مؤامرة !
مؤامرة !
و أعلنَ الحربَ على الشَّعبِ
و كانَ ردُّهُ على الكلامِ..
مَجزرةْ
مقاومٌ يفهمُ في الطبِّ كما يفهمُ في السّياسةْ
استقال مِن عيادةِ العيونِ
كي يعملَ في " عيادةِ الرئاسة "
فشرَّحَ الشّعبَ..
و باعَ لحمهُ وعظمهُ
و قدَّمَ اعتذارهُ لشعبهِ ببالغِ الكياسةْ
عذراً لكمْ..
يا أيَّها الشَّعبُ
الذي جعلتُ من عظامهِ مداسا
عذراً لكم..
يا أيَّها الشَّعبُ
الذي سرقتهُ في نوبةِ الحراسةْ
عذراً لكم..
يا أيَّها الشَّعبُ الذي طعنتهُ في ظهرهِ
في نوبةِ الحراسةْ
عذراً..
فإنْ كنتُ أنا " الدكتورَ " في الدِّراسةْ
فإنني القصَّابُ و السَّفاحُ..
و القاتلُ بالوراثةْ !


دكتورنا " الفهمانْ "
يستعملُ السّاطورَ في جراحةِ اللسانْ
مَنْ قالَ : " لا " مِنْ شعبهِ
في غفلةٍ عنْ أعينِ الزَّمانْ
يرحمهُ الرحمنْ
بلادهُ سجنٌ..
و كلُّ شعبهِ إما سجينٌ عندهُ
أو أنَّهُ سجَّانْ
بلادهُ مقبرةٌ..
أشجارها لا تلبسُ الأخضرَ
لكنْ تلبسُ السَّوادَ و الأكفانْ
حزناً على الإنسانْ
أحاكمٌ لدولةٍ..
مَنْ يطلقُ النَّارَ على الشَّعبِ الذي يحكمهُ
أمْ أنَّهُ قرصانْ ؟
لا تبكِ يا سوريّةْ
لا تعلني الحدادَ
فوقَ جسدِ الضحيَّة
لا تلثمي الجرحَ
و لا تنتزعي الشّظيّةْ
القطرةُ الأولى مِنَ الدَّمِ الذي نزفتهِ
ستحسمُ القضيّةْ
قفي على رجليكِ يا ميسونَ..
يا بنتَ بني أميّةْ
قفي كسنديانةٍ..
في وجهِ كلِّ طلقةٍ و كلِّ بندقية
قفي كأي وردةٍ حزينةٍ..
تطلعُ فوقَ شرفةٍ شاميّةْ
و أعلني الصرَّخةَ في وجوههمْ
حريّة
و أعلني الصَّرخةَ في وجوههمْ
حريّةْ


الشاعر / أحمد مطر

الخميس، 7 يونيو 2012

من أقوال الشخ احمد ابن علوان




جاءتك هاسون *** أغصان ياسون
جنوية الجون *** بيضاء لاجون
كالشمس لاحت *** بالمسك فاحت
للقلب صاحت *** فالقلب مفتون
يا عين شغلي *** يا سهم قتلي
إذ ارمزت لي *** بالعين والنون
فالخمر لفظي *** والسكر لحظي
بالناس اقضي *** بالكاف والنون
عين المعاني *** سر المثاني
لحن الغواني *** نمراق فاتون
طاؤوس طه *** هدهد نباها
كلتا يداها *** تين وزيتون


الشيخ الصوفي / أحمد ابن علوان