السبت، 2 مارس 2013

حـــســبـي ربــــي


حـــســبـي ربــــي جـــل الله مــا بــقــلــبـي غــيـر الله
نـــور مــحــمــد صــلـى الله لـــا إلـــــه إلــــا الــــلـــه
يـــا رب أنـــت حـــســـبـــي مـن حـبـك امـلأ قــلــبــي
لــلـــســر ثـــــم الـــقـــلـــب مـن بـحر عـلـومـك زيـده
لــلــعــاجــز مــده نـــظـــرة لــيـفــز يــوم الــحــســرة
أنـا عــبـدك وأنــت سـيــدي مــا لــلـعــبــد إلا ســيــده
يـــا إلــهــــي يـــا رحـــيـــم جـد عــلـى الـعـبـد الأثـيم
مـن فـيـض جـودك يـا كريم لــلــقـلــب تــقــوى زيـده
لـــيـــس لـــي رب ســــواك لا أبـــغــــي إلا رضــــاك
وذا قــلــبــي فــهـو يـهـواك مــن نــور الأنـوار زيـده
يـــا قلـــبــي حــقــق ذكــره لــتــفـــز مــنـــه حـــبـــه
حــــقـــا لا زلــــت عـــبــده أسـبـح فــي بـحـر لـطـفه
يــا عـبــد اخــلـع نــعـلـيــك لــخــدمــة رب عــظــيــم
هــو الــذي أنــشـأك سـواك لـلــديــن الــقـويـم هـداك
لـــولا فــضــله مـا خـلـقــت لـــولا جـودهــمـا رزقــت
لـــولا حـلـمــه لــخـســفــت كـــــرر ذكــــره وزيــــده
الـــوهــاب أعـطـاك أغـنـاك مـن فيـض كرمه أرضاك
وعــــم جــــوده الامـــــلاك بــالــحــمــد زيــده زيــده
أودع بـــقـــلــبـــك ســـــره أحـــيــا بــقــلــبــك ذكــره
ان أخــلــصــت لــه حــبـــه يــزيــدك مــن نــور نـوره
إلـــزم الــصـمـت يـا فــقـيـر بــالـصــمــت تــكـن أمــيـر
مــن لـزم الـصــمــت يصـير سـيــد قـومـه بـحــضــوره
فـــر مـــن هـــذي الاكـــوان لـتـكـسـب رضـى الـرحـمن
يــخــلــع عـلــيـك الرضـوان يــعــطــيـك كـل مـا تـريـده
خــالـف هـواك مـع الـتـدبير يــورثـــك عـــلــمــا كـثـيـر
لــلــمــلا الأعــلــى تــطــيــر لـــلــعـــرش مــع عــبـيـده
فاسمع نصحي وقولي أوعاه وكـــن بــالــلــــيـــــل أواه
بـــالــــذل قــــل يـــا الـــلـــه تـصــبح من جمـلة عـبيـده
ثـــم الـــصــلاة يـــا إخـــوان عــلـى الـنبي طـه العدنـان
مــا ســرى لـطـيـبـة ركـبـان لـلـتــسلـيـم عــلـى حـبـيبه


الشيخ/ محمد هاشم البغدادي القادري

مُستَوطَنات الشوق



مُسْتَوطَنَاتُ الشّوقْ فِي فُؤَادِي

طِلِعْ بِهَا زَهْرُ الهَوَى وسَنّْبَلْ

وسُنْبُلاتِي مَا رَأَتْ حَصَادِي

مَكَانَهَا تَحْتَ الظِّلالْ تِطْولْ

وِنْ شُفْتْ عَنْهَا الظِّلّْ رَاح غَادِي

أَتَى لَهَا غَيْمْ السَّمَا وظَلَّلْ

وأَمْشِي وُحُبِّي لِلْجَمَالِ زَادِي

مَارَاحْ مِنْ رُوْحِي ولاتِرَحَّلْ

كَمْ قَلْبْ قَدْ أَلقَى بِماَ تِحَمَّلْ

ومَاشِبِعْ قَلْبِي ولامَلْ

إِذَا اسْتَضَافَتْهُ البُدُوْر بَسْمَلْ

وإنْ رَأى ضَوْءَ الَجَمَالْ هََّللْ

وإنْ دَعَى دَاعِي الهَوى تِشَلْشَلْ

كَأَنَّمَا هِلالَ عِيْدْ قَدْ هَلْ

كَلَوْ سِمِعْ دَعْوى نَبي مُرْسَلْ

مِنَ السَّمَا إِلى الهُدَى يُنَادِي

ياحُبْ يامَنْ نِمْتْ فِي سُهَادي

مَحْلا الهَوى تَحْتَ الصُّدُورْ يُحْمَلْ

كَفَي رَشَاشْ الغَيْثْ يا غَوَادي

رُوْحِي بِأَضْواءَ الجَمَالْ تُغْسَلْ

وإِنْ ظِمِي قَلْبِي وهَامْ صَادي

فِي أَضْلُعِي لاقَى الَمِلْيْحْ وَابْتَل

كَأَنَّمَا قَدْ زَارْ كُلْ وَادي

وِالْتَفْ فِي ثَوْبَ الغَمَامْ وَالطَّلْ

تَقُولْ َنَفْسِي والشّجُوْن تَسْأَلْ

مَاكَانْ ضَرّ الخِلْ لَوْ تِجَمَّْلْ؟

وأَعْطَىْ مُنَىْ قَلْبِي بِقَدْرْ مَاشَلْ

مَاهُوْشْ مَلِيْحْ لَكْ يَا حَبِيْبْ تِبْخَلْ

زَكِّي جَمَالَكْ بِالعَطَا ولو قَلْ

أَو رُوْحْ مِنْ رُوْحِي وِشُدّْ وِإرْحَلْ

و رِدْ فِي عَيْنِي هَنَا رُقَاِدي

ألأستاذ/ عبدالله عبد الوهاب نعمان

عزة النفس ... إلى الرئيس إبراهيم الحمدي



لا مَنْ مَضَى خَيْرٌ لي مِنَ السَّلَـــفِ

ولا الجديدُ عن الماضي بمختلـــفِ

ولا الضَـــلالاتُ تُلْهِيني زَخَاِرُفها

عن كبريائي وعـن قَدْرِي وعن أَنَفي

فأَلْثَمُ القَاعَ مأخــــوذًا بِمَوكِبَها

تَظَفَّرَ الزَّحْـــفُ لَمْ يَهْدَا ولَمْ يَقِفِ

...

لقد حَــزِنْتُ وأحْــزَاني تُجَلَّلُ ما

حَـوْلي وتُعْطِيه مِنْ حُزْنِي ومِنْ أَسَفي

فَـلاَحَ لي كلُّ شيءٍ شَائِــهاً خَرِباً

وكُلُّ مَعْنَىً جَمَــــالِيًّ إِلى تلَفِ

وكُلُّ شَيئٍ هُنَا تَبْــــدُو مَلامِحُهُ

تَحْيَا الحياةَ بِلا طَعْـــمٍ ولا شَغَفِ

...

حَتَّى البِيُــوتَ تَبَدَّتْ وهِيَ سَاهِمَةٌ

كَئِيبَةَ الضَّــــوءِ والأبْهَاءِ والغُرَفِ

حَتَّى الَمَـرايا على حِيَطَــانِهَا كَبِيَت

كَأَنَّمَا هُنَّ أَلْوَاحٌ مِنَ الخَـــــزَفِ

حَتَّى الشُّجَيْــرَاتُ جَفَّتْ فِي مَنَابِتِهَا

وأَصْبَحَتْ حَطَبًـــا فِي كُلًّ مُنْعَطَفِ

حَتَّى الأَزَاهِـــرُ مَا عَادَتْ مُرَوْنَقَةً

كَأَنَّمَا جِئْـنَ مِن بُــؤسٍ ومِنْ شَظَفِ

حَتَّى النَّدَى فَوقَ أَوْرَاقِ النَّبَـاتِ غَدَى

تَحْتَ الشُّعَاعِ بَلِيْـــدَاً خَامِلَ النُّطَفِ

...

طُوبَى لِنَفْسِي كَمْ أَحْبَبْـــتُ ذا خُلُقٍ

مِنَ الرِّجَــالِ وكَمْ صَاحَبْتُ ذا شَرَفِ

وَوَيْـــحْ نَفْسِي كَمْ مَرَّتْ عَلى نَتِنٍ

مِنَ النُّفُـــوسِ وكَمْ أَوْفَتْ عَلى جِيَفِ

...

يا مَنْ عَلِمْـــتُ بِأَنَّ الصِّدْقَ جَاءَ بِهِ

كَالفَجْــرِ يَسْدِلُ أَضْوَاءً عَلى السَّدف

ومن يُـرى في غُثَـاءِ الخَلْقِ جَوهَـرَةً

بِمَا يَحُـطُّ ويُخْـزِي غَيْـرَ مُتَّصِفِ

هَلَ الهَــوانُ غَدَى فِي أَرْضِنَا نَمَطَاً

مِنَ الرَّخَــــاءِ ومَرْوُدَاً مِنَ التَّرَفِ

يُعْطِـــي اللَّطِيمُ كِلا خَدَّيْهِ لاطِمَهُ

لِكَي يَقُــــومَ سَويَّاً غَيْرَ مُنْحَرِفِ

...

تَمْشِي الوقَاحَـــةُ فِي أَرْضِي مُبَجَلَةً

كَأَنَّهَا تُحْفَـــــةٌٌ مِنْ أَنْدَرِ التُّحَفِ

حَتَّى الذُّبَابَــــاتِ تَأتِي مِنْ مَزَابِلِهَا

طَنِيْنُهَـــا قَد غَدى لَوْنَاً مِنَ الظَّرَفِ

...

يامِحْنَـــةُ الصِّدْقِ مِنْ زَيْفٍ بِقَبْضَتِهِ

سَيْــفٌ .. ومَرْكِبُهُ وَحْشٌ مِنَ الصَّلَفِ

كَمْ هَــــابِطٍ تُقْبِلُ الدُّنْيَا لِتَفْضَحَهُ

فَسْلَ العُــــرُوقِ وَبِيَئاًِ سَيِّئَ السَّلَفِ

...

ياأُمَتِـــي أَيْنَ أَحلامِي؟ وكَيْفَ أَرَى

فِيْكِ النَّظِيْـــفُ رَفيِقُ السَّيئِ النَّطِفِ

وكَيْفَ أَشْهَـــدُ فِيْكِ الصِّدْقَ مُفْتَقِداً

صِدْقَ المَعَايِيْــــرِ والتَّمْيِيْزِ والنَّصَفِ

وكَيْفَ يَصْحَـــبُ فِيْكِ الفَجْرُ غُرَّتَهُ

ليلَ المَغَــــاوِرِ والأَنْفَاقِ والجُرُفِ

فَرَشْـــتُ للنَّاسِ وِدْيَانَ الَحِرْيِر نَدَىً

فَرَاحَ يُــذْرَى عَليها يَــابِسَ العَلَفِ

...

مَا للأَرَائِــــكِ أَمْسَتْ فِيْكِ حَاِئَرةٌ

يُجَالِــــسُ الطِّينُ فِيْهَا لؤلؤَ الصَّدَفِ

و فِي يَمِيْنِكِ تَبْــــدُو بَاقَةٌ جُمِعَتْ

فِيْهَا خَلِيـــطٌ مِنَ الرَّيْحَانَ والسَّنَفِ

كَأنَّمَا فِيْـكِ تَمَّــــارٌ مَضَتْ يَدُهُ

في الغِّـشِ تَخْلُـطُ بَيْن التَّـمْرِ والحَشَفِ

...

مَدَائِــــحُ الزُّوْرِ مَا سَارَتْ بَذَاءَتُهَا

على حُــرُوفِي ولا امْتَدْتْ عَلى صُحُفي

كَمْ يَفْســـَقُ الحَرْفُ إِنْ ذَلَّتْ كَرَامَتُه

لِجَارِمٍ آثِمَ الوجْـــــدانَ مُقْتَرِفِ

إِنِّي لأَرْفُـضُ إِثْمَ الآثِمــــِيْنَ ولو

أَنَّ السَّمَــاواتَ قَدْ تَهْوي عَلى سُقُفِي

لا أَرْضَ لي فَوقَ أَرْضٍ قَدْ أَعِيْــشُ بِهَا

بِدُونِ رَفْضٍ ولا لامٍ ولا أَلِـــــفِ

...

أَرْضِــي التي وَهَبَتْ نَفْسِي الشَّبَابَ لَهَا

وعِشْــــتُ أَنْسِفُ فِيْها كُلَّ مُعْتَسِفِ

تَبَخْتَرَ الإِثْــــمُ في أَجْنَـابِهَا وغَدَتْ

مَصَائِرُ النَّاسِ للأَقْـــــدَارِ والصُّدَفِ

يُقَصّـِرُ الخَيْــرُ فِيها مِنْ مَسَاحَــتَهُ

وفُوقَها السُّوءُ مُمْتَـــداً بِلا طَــرَفِ

ويُبْطِئُ الصِّـدقُ فِي خَطْـــوِهِ حَذِرَاً

مِنَ العِقَـابِ ويَمْشِـي مَشْـيَ مُرْتَجِفِ

...

مَنْ مُلْزِمِـي طَاعَـــةً فِيها ومَسْكَنَةً

لِصَوْلَـةٍ قَبَّحَتْــهَا أَوْجُــهُ الشَّرَفِ

أَكَــادُ أَفْقَـدَ إِيَمَـانِي بِهـا وأَرَى

أَنَّ البَقَــــاءَ عليها بَاهِـضُ الكُلَفِ

...

لـولا مُروءة شهـمٍ في جـــوانحه

نفـسٌ معطـرةٌ كالروضةِ الأَنــفِ

أتى النبالــةَ سعيـاً في مســالكها

مُضـوّءَ الـوجهِ فيها أبيضُ الصـحفِ

أمشـي إليه بأحـزاني فينـــزلني

من الحميّـةِ والأفضـــالِ في كنفِ

وإن ظُلمتُ من الأيـام رافقــــني

كالسيـفِ منصلـتاً في كـف منتصفِ

فتىً أيــاديه بالمعروفِ تُثقلُــــني

كأنهُ هـو محمـولٌ على كتــــفي


الأستاذ / عبدالله عبدالوهاب نعمان