الثلاثاء، 4 أكتوبر 2022

أعلى الجمال تغار منّا -- إدريس جماع

 

أعلى الجمال تغار منّا

ماذا عليك إذا نظرنا

هي نظرة تنسي الوقار

وتسعد الروح المعنّى

دنياي أنت وفرحتي

ومنى الفؤاد إذا تمنّى

أنت السماء بدت لنا

واستعصمت بالبعد عنّا

هلا رحمت متيماً

عصفت به الأشواق وهنّا

وهفت به الذكري فطاف

مع الدُجى مغناً فمغنا

هزته منك محاسن

غنّى بها لما تغنّى

آنست فيك قداسة

ولمست اشراقاً وفنّا

ونظرت في عينيك

آفاقاً وأسراراً ومعنى

وسمعت سحرياً يذوب

صداه في الأسماع لحنا

نلت السعادة في الهوى

ورشفتها دنّاً فدنّا



السبت، 7 مايو 2022

أَلَا تَبًّا لَكُم تَبًّا لِهادي -- الشاعر/ يحيى الحمادي

 



أَلَا تَبًّا لَكُم تَبًّا لِهادي

و تَبًّا لِلمؤيِّدِ والمُعادِي

وتَبًّا لِلزعيمِ وعاشِقِيهِ

و أَهلِ الزَّنْدِ مِنهُم والزِّنادِ

ولِلحُوثِيِّ والإخوانِ حتى

يُرَى ظِلُّ الصُّبَاحَةِ في السَّوَادِ

ولِلأحزابِ والثوَّارِ مِمَّن

يَبيعُونَ القضيَّةَ بالزَّبادي

وتَبًّا لِلبلادِ ومَن عليها

مِن السَّهْلِ السَّحِيقِ إلى الرِّيَادِي

وتَبًّا لِلقصيدةِ ثُمَّ تَبًّا

لِصاحِبها إلى يومِ التَّنَادِي

وتَبًّا ثُمَّ تَبًّا ثُمَّ تَبًّا

لِمَن سَيَقُومُ مِنكم بانتِقادِي

***

أَلَا تَدرُونَ أني آدَمِيٌّ

لهُ حَقُّ السُّكُوتِ اللَّا إرادِي!

لماذا كلما خَبَّأتُ جَمرِي

طَرَحتُم جَمرَكُم فوقَ الرَّمادِ!

لماذا كلما أسكَنتُ رُوحِي

أتاني ناعِقٌ مِن كُلِّ وادِ!

فهذا زاعِمٌ أني وأني

و هذا واثِقٌ في لا اعتِقادِي

وهذا سائِلٌ ما قُلتُ عَن ذا

أَوَحدِي شاعِرٌ في قومِ عادِ؟!

جَحَدْتُمْ والقَصيدةُ بنتُ يَومٍ

بماءِ الرُّوحِ تُكتبُ والسُّهادِ

وعُدتُم تَنكَؤُونَ اليَومَ قلبي

كأنَّ الشَّعبَ عَبدٌ مِن عِبادِي!

أَلَا تَبًّا لِمَن مِن ثُلثِ قَرنٍ

يَرَى إبليسَ يَدعُو لِلجهادِ

ولَم يَرفَعْ يَدًا إلَّا لِنَكزِي

و تَسهِيدِي براياتِ الحِدَادِ

وتَبًّا لِي إذا ما قُلتُ إني

سَأَحيا دُونَكُم بَعدَ اتِّحادِ

أنا مازِلتُ مُنتَبهًا ولكنْ

كَلَامُ الفَوضَوِيَّةِ كالرُّقادِ

أَأَغفُو والبلادُ بلا رئيسٍ

و أَصحُو والرئيسُ بلا بلادِ!


الشاعر/ يحيى الحمادي

الثلاثاء، 5 أبريل 2022

هَلْ تذكُرونَ غريباً عادَهُ شَجَنُ -- ابن زيدون

 


هَلْ تذكُرونَ غريباً عادَهُ شَجَنُ

مِنْ ذِكْرِكُمْ وجفَا أجْفانَه الوَسَنُ؟

يُخْفي لواعِجَهُ والشَّوقُ يَفْضَحُهُ

فقدْ تساوَى لدَيْه السِّرُّ والعَلَنُ

يا وَيلَتاهُ، أيبْقَى في جوانِحِه

فؤادُه وهُو بالأطْلالِ مُرْتَهَنُ؟

وأرَّق العينَ والظلماءُ عاكفةٌ

ورقاءُ قد شفَّها إذْ شفَّني حزَنُ

فبتُّ أشكو وتشكو فوق أيكتِها

و باتَ يهفُو ارتياحًا بيننَا الغُصنُ

يَاهَلْ أُجالِسُ أقوامًا أُحِبُّهم

كُنَّا وكَانوا علىَ عَهْدٍ فقَدْ ظَعنُوا؟

أو تَحْفظُون عهُودًا لا أُضَيِّعُها

إنَّ الكرامَ بِحفظِ العَهْدِ تُمْتَحنُ

إن كانَ عادَكُمُ عيدٌ فَرُبَّ فتًى

بالشَّوْقِ قد عادَهُ من ذِكْرِكُمْ حزَنُ

وأَفْرَدتْه اللَّيالِي من أَحِبَّته

فباتَ يُنْشِدُها مما جنى الزَّمَنُ

بِمَ التَّعلُّل؟ لا أهلٌ ولا وطنٌ

ولا نَديمٌ، ولا كأسٌ، ولا سَكنُ

 

ابن زيدون

الاثنين، 21 فبراير 2022

ما ضر لو أنك لي راحم -- ابن زيدون

 


مَا ضرَّ لوْ أنّكَ لي راحمُº

وَعِلّتي أنْتَ بِها عَالِمُ

يَهْنِيكَ، يا سُؤلي ويَا بُغيَتي،

أنّك مِمّا أشْتَكي سَالِمُ

تضحكُ في الحبّ، وأبكي أنَا،

أللهُ، فيمَا بيننَا، حاكمُ

أقُولُ لَمّا طارَ عَنّي الكَرَى

قَولَ مُعَنًّى، قَلْبُهُ هَائِمُ:

يا نَائِماً أيْقَظَني حُبُّهُ،

هبْ لي رُقاداً أيّها النّائِمُ!

 

ابن زيدون


الأحد، 6 فبراير 2022

يا غزالا ترك القلب المبلَّى -- لسان الدين بن الخطيب

 

يا غزالا ترك القلب المبلَّى
حين ولَّى في خفوق وكآبَة
كيف يشكو القلب مني خَفقاناً
ودواءُ المسكِ في تلك الذُّؤابَة
لسان الدين بن الخطيب

الجمعة، 21 يناير 2022

أضحى التنائي بديلا عن تدانينا -- أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا



أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،

وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا

ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا

حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا

مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ،

حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا

غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا

بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا

فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَاº

وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا

وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا،

فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا

يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم،

هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا

لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ

رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا

ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ

بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا

كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه،

وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا

بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا

شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا

نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا،

يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا

حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْ

سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا

إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِناº

وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا

وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية

ًقِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا

ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما

كُنْتُمْ لأروَاحِنَžا إلاّ رَياحينَžا

لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُناº

أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!

وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً

مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا

يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به

مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا

وَاسألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا

إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟

وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا

مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا

فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ً

مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا

رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ

مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا

أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُ

مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا

إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً،

تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا

كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته،

بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا

كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ،

زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا

ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً،

وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟

يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا

وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا

ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا،

مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا

ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ،

في وَشْيِ نُعْمَى، سحَبنا ذَيلَه حينَا

لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ًº

وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا

إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ،

فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا

يا جنّة َ الخلدِ أُبدِنْنا، بسدرَتِها

والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا

كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا،

وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا

إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ

في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا

سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا،

حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا

لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ

عنهُ النُّهَى، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا

إنّا قرَأنا الأسَى، يوْمَ النّوى، سُورَاً

مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ تَلْقِينَا

أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ

شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا

لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ

سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا

وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ،

لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا

نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً،

فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا

لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا

سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا

دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً،

فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا

فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا

وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا

وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه،

بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا

أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً،

فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا

وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ

بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا

لكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ

صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا


ابن زيدون


الخميس، 6 يناير 2022

مالي أعذِّبُ نفسي في مطامِعِها -- لسان الدين بن الخطيب

 


والنَّفس تُزري بتهذيبي وتَهذي بي
مالي أعذِّبُ نفسي في مطامِعِها
تأبى المقاديرُ تجريبي وتجري بي
إذا استعنتُ على دهرٍ بتجربة ٍ
لسان الدين بن الخطيب