الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

ألحاظ فاتنة -- حامد جاب الله الخطيب

 

أعوذ بالله من ألحاظ فاتنةٍ
ترنو إليك ولا تعطيك ما ترجو

كشاعر القوم في مدحٍ قصيدته
وفي الختام بلا داعٍ غدا يهجو

أملتني والمنى أوهام ساحرةٍ

ألقتك في عمق آبارٍ لها دُعْجُ



الشاعر / حامد جاب الله الخطيب

ألحاظ فاتنة .. حامد جاب الله الخطيب

الاثنين، 21 ديسمبر 2020

منذ الولادة لو خُيّرتُ في وطنٍ -- الشاعر/عبدالكريم العفيري

 

و جئت من سـبأٍ أشـدو بقافـيتي
أُهـيم وجداً بذاتِ الرّونقِ الحسنِ
ونشوةُ السّكرِ تنتابُ الحشا شغفاً
كأنني تـائـهٌ فـي غفـلة الـزّمنِ
وهبتُها الروحَ و استرخصتُها ثمناً
لأجلها يرخصُ الغالي في الثّمنِ
لهوتُ دهراً طويلاً في مفاتنِها
و استقبلتني بحضنٍ دافئٍ مرنِ
و عانقتني بلا خوفٍ و لا خجلٍ
و ثغرُها جاد لي بالغيثِ والمُزُنِ
حتى توارت شفاهي في شفائفهاآ 
دخلتُ في نوبةٍ عظمى من الوسنِ
وجدّتُ في صدرها الدّفاق متّكئي
و في لمى شفتيها قد رست سُفني
أنا الـذي يا صـباباتي فـُتـنتُ بها
وهل هناك سوى عشقي من الفتنِ
والله والله لم يـُخـلق لها مـثـلٌآ 
فوق الثرى أبداً في سائر الزمنِ
ودّعـتُها ودموعُ الوجـدِ هاطلةٌ
أشكو النّوى وأنا في غايةِ الحَزَنِ
اللهُ يـعـلـمُ مـا فـارقـتُـها أبـداً
روحي التي في وداعي فارقت بدني
قفوا حداداً و لفّوا من جدائلِهاآ 
حولي قليلاً لأنّي اخترتُها كَفَني
و في ثرى روحها فلتدفنوا جسديآ 
و لتكتبوا فوق قبري عاشق اليمنِ
تلوتُ للعشق في محرابها سوراً
بمحكم الذّكرِ والآياتِ والسّننِ
فهل اتاك حديث القوم من إرمٍآ 
ذاتِ العمادِ سواها قط لم يكنِ
أريكتي عرش بلقيس العظيم وفيآ 
قصور غمدان مهوى كلِ مفتتنِ
ما بالُها اليوم بالأوجاعِ مثقلةٌ
وتشتكي سطوة الآلامِ والمحنِ
وتنزفُ القهرَ في صنعاء أوردتيآ 
وتصطليني جحيم البؤس في عدنِ
تفاءلي يا ربا قحطان و ابتسمي
وعانـقـيـني لأنّ البـين أرّقـَني
بعقل بلقيس هاقد جئتُ متّشحاً
سيفَ الإرادة من سيف بن ذي يزنِ
أنا سفـيرُ بلادي فـي مـواجـِعـهاآ 
و صوتُها الحرُّ في الأقطار والمدنِ
منذ الولادة لو خُيّرتُ في وطنٍ
لقلت يا أيها الدنيا أنا يمني



الشاعر/عبدالكريم العفيري


الجمعة، 4 ديسمبر 2020

الا المساجد -- زهير شيخ تراب


إذا مُنعتْ صلاةٌ في المساجدْ
وغابَ عن الجماعةِ كل ساجدْ

ولم يلجِ المنابرً في صلاةٍ
ولا الجمعاتِ معتكفٌ  وعابدْ

وبيتُ اللهِ في الحرمينِ أضحتْ
زيارتُه مغلّقةٌ  لواردْ

فلا حجٌ يقام ولا طواف
ولا عرفاتُ قد عُمرتْ لرائدْ

فعفوََ اللهِ، هلْ هذا بلاءٌ
وسهمٌ من سهامِ اللهِ راصدْ

فقد درَجَ الأنام بكلِّ ذنبٍ
وقد مََرَدَ العصيُّ على المحامدْ

تساوى في الخطيئة من تألى
على ربِّ العبادِ وكلُّ ماردْ

فهذا منكِرٌ للدينِ كُفراً
وهذا في التطرّفِ باتَ غامدْ

فذاك مكذّبٌ بالحقِّ أعمى
وهذا مجحفُ الآلاءِ جاحدْ

وغلّقت المكارمُ واستفاضتْ
من الفتن الفواحش والمكائدْ

ولم تُجْدِ المواعظُ أي نفعٍ
من الأمدِ البعيد ولا الأوابدْ

فأقوامٌ خلتْ منْ قبلُ لما
بشرعِ الله أدخلتْ المفاسدْ

أتاهمْ مُهلكاً أمرٌ بياتاً
فتلك ديارهُم في الأرضِ شاهدْ

وأرضُُ الله قدْ صارتْ لنهبٍ
من الأشرارِ مغتصبٍ وفاسدْ

وصار الغلُّ في الأقران طبعٌ
فهذا مبغضٌ فظٌ وحاقدْ

فلا عينُ الرضا باتتْ بفضلٍ
ولا بالسخطِ يستثنيك حاسدْ

فلا من اوتيَ الدنيا قنوعٌ
ولا محفوف بالنعماء حامدْ

فهل نحنُ العصاةَ لنا براءً
إذا ما مادتْ الدنيا بمائدْ

فكل النّاسِ للديّانِ تمضي
إذاما يَحشدُ الفجّارَ حاشدْ

قِفوهمْ عندَ مقتدرٍ عزيزٍ
هو القهار ربّ النّاسِ واحدْ

فلا ينجو سعيد او شقيّ
وكل الخلق للجبار عائدْ

فتوبٌ واستقامٌ او هلاكٌٌ
وبابُ اللهِ لمْ يوصدْه واصدْ

وتركٌٌ للمظالمِ إنْ أردنا
نجاةً أو خلاصاً في الشدائدْ

فجندُ اللهٍ ممأمور بأمرٍ
وبالرحمنِ ندفعُ بالمواجدْْ

إلهي لا تعذّبْْنا بذنبٍ
وأنتَ وليُّنا بالخيرِ واعدْ

واذهبْ يا إلهي كل غمٍّ
ففي الأمصار معتّرٌ وزاهدْ

أعِدْنا للمساجدِ عامراتٍ
فليسَ يَسُرٌّنا غيرُ المساجدْ


الشاعر السوري/ زهير شيخ تراب