الجمعة، 4 ديسمبر 2020

الا المساجد -- زهير شيخ تراب


إذا مُنعتْ صلاةٌ في المساجدْ
وغابَ عن الجماعةِ كل ساجدْ

ولم يلجِ المنابرً في صلاةٍ
ولا الجمعاتِ معتكفٌ  وعابدْ

وبيتُ اللهِ في الحرمينِ أضحتْ
زيارتُه مغلّقةٌ  لواردْ

فلا حجٌ يقام ولا طواف
ولا عرفاتُ قد عُمرتْ لرائدْ

فعفوََ اللهِ، هلْ هذا بلاءٌ
وسهمٌ من سهامِ اللهِ راصدْ

فقد درَجَ الأنام بكلِّ ذنبٍ
وقد مََرَدَ العصيُّ على المحامدْ

تساوى في الخطيئة من تألى
على ربِّ العبادِ وكلُّ ماردْ

فهذا منكِرٌ للدينِ كُفراً
وهذا في التطرّفِ باتَ غامدْ

فذاك مكذّبٌ بالحقِّ أعمى
وهذا مجحفُ الآلاءِ جاحدْ

وغلّقت المكارمُ واستفاضتْ
من الفتن الفواحش والمكائدْ

ولم تُجْدِ المواعظُ أي نفعٍ
من الأمدِ البعيد ولا الأوابدْ

فأقوامٌ خلتْ منْ قبلُ لما
بشرعِ الله أدخلتْ المفاسدْ

أتاهمْ مُهلكاً أمرٌ بياتاً
فتلك ديارهُم في الأرضِ شاهدْ

وأرضُُ الله قدْ صارتْ لنهبٍ
من الأشرارِ مغتصبٍ وفاسدْ

وصار الغلُّ في الأقران طبعٌ
فهذا مبغضٌ فظٌ وحاقدْ

فلا عينُ الرضا باتتْ بفضلٍ
ولا بالسخطِ يستثنيك حاسدْ

فلا من اوتيَ الدنيا قنوعٌ
ولا محفوف بالنعماء حامدْ

فهل نحنُ العصاةَ لنا براءً
إذا ما مادتْ الدنيا بمائدْ

فكل النّاسِ للديّانِ تمضي
إذاما يَحشدُ الفجّارَ حاشدْ

قِفوهمْ عندَ مقتدرٍ عزيزٍ
هو القهار ربّ النّاسِ واحدْ

فلا ينجو سعيد او شقيّ
وكل الخلق للجبار عائدْ

فتوبٌ واستقامٌ او هلاكٌٌ
وبابُ اللهِ لمْ يوصدْه واصدْ

وتركٌٌ للمظالمِ إنْ أردنا
نجاةً أو خلاصاً في الشدائدْ

فجندُ اللهٍ ممأمور بأمرٍ
وبالرحمنِ ندفعُ بالمواجدْْ

إلهي لا تعذّبْْنا بذنبٍ
وأنتَ وليُّنا بالخيرِ واعدْ

واذهبْ يا إلهي كل غمٍّ
ففي الأمصار معتّرٌ وزاهدْ

أعِدْنا للمساجدِ عامراتٍ
فليسَ يَسُرٌّنا غيرُ المساجدْ


الشاعر السوري/ زهير شيخ تراب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.