رَأسٌ يُطِلُّ.. ويَختَفِي رَأسُ |
وعليكَ أَنتَ يُرَاهِنُ اليَأسُ |
صَنَمٌ يُبَاعُ.. ويُشتَرَى صَنَمٌ |
وعليكَ أَنتَ يُرَاهِنُ الفَأسُ |
وعليكَ أَنتَ تُرَاهِنُ امرَأَةٌ |
في رُسغِها "المِفتاحُ والسَّلسُ" |
وإِليكَ أَنتَ يُشِيرُ مِن كَثَبٍ |
كَهلٌ، يَكَادُ يَضُمُّهُ الرَّمسُ |
وإِليكَ أَنتَ يَحِنُّ مَن وَرِثُوا |
دَربَ الشَّقاءِ.. وما بِهِم تَعسُ |
وُلِدُوا على قَدَرِ المُخَيَّمِ.. لَم |
يُضحُوا على وَطَنٍ، ولم يُمسُوا |
وإلى الشَّتاتِ نَأَت بِهِم طُرُقٌ |
عَميَاءُ.. لا تَسعَى، ولا تَرسُو |
أَعَلَى سِوَاكَ يُراهِنُونَ؟! وقد |
خُذِلُوا، وخانَ الجِنُّ والإِنسُ! |
ما استَبشَرُوا بِغَدٍ يَعُودُ بهِم |
إِلَّا وعَادَ بِشُؤمِهِ أَمسُ |
*** |
يا ابنَ القَضِيَّةِ.. أَنتَ أَنتَ لها |
لا الشَّيخُ.. والعَيلُومُ.. والقَسُّ |
فَدَعِ الهَوَانَ لِخَاذِلِيكَ.. فَهُم |
مِن طُولِ ما سَجَدُوا لهُ فُطسُ |
لا تَشكُ قَسوَةَ ما تُحِسُّ بهِ |
فَبَنُو العَمَالَةِ ما لَهُم حِسُّ |
لا تَشكُ مِن وَطَنٍ إِلى وَطَنٍ |
وَطَنُ العُرُوبَةِ كُلُّهُ حَبسُ |
وَطَنُ العُرُوبَةِ.. ما يَزَالُ بِعا |
رِ الجَاهِلِيَّةِ عُريَهُ يَكسُو |
ما زالتِ (الغَبرَا) و(دَاحِسُ)، لا |
(ذُبيَانُ) آسِفَةٌ، ولا (عَبسُ) |
ما لِلقَضِيَّةِ بَعدَ أَن لَبسُوا |
ثَوبَ الصِّراعِ، فَمٌ، ولا هَمسُ |
فَالقَائِلُونَ لها: انطِقِي، سَكَتُوا |
والسَّاكِتُونَ كَأنَّهم خُرسُ |
والخَائِفُونَ على العُرُوشِ جَثَوا |
وتَصَهيَنُوا.. وتَزَايَدَ الفَقسُ |
لا تَرتَقِب (حَزمًا) ولا (أَمَلًا) |
أَمَلُ الدَّعِيِّ وحَزمُهُ وَكْسُ |
هي طَعنَةٌ في الظَّهرِ غادِرةٌ |
وسِوَاكَ لن يَأسَى، ولن يَأسُو |
(كم كُنتَ وَحدَكَ).. غَيرَ أَنَّكَ مَن |
سَيَقُولُ: (لا)، فَيُصِيبُهُم مَسُّ |
كم صِرتَ وَحدَكَ.. والوَحِيدُ لهُ |
ما سَوفَ يَبهَتُ يَومُهُ (وَارسُو) |
*** |
يا ابنَ القَضِيَّةِ.. لا تَلُم أَحَدًا |
فَالطُّهرُ عِندَ عَدِيمِهِ رِجسُ |
أَنتَ السَّماءُ إِذا الوُجُوهُ خَبَت |
أَموَاهُها، واستَأسَدَ الجِبسُ |
هُو ذَا ضُحَاكَ اليَومَ عادَ ضُحًى |
وذَوُوكَ بين خُصُومِكَ اندَسُّوا |
إن لم تَكُن نَطَقَت بَوَارِجُهُم |
فَلْتَنطِقِ "السِّكِّينُ والدَّعسُ" |
وَلْتَقسُ أَنتَ الآنَ يا ابنَ أَبي |
إِنَّ الدَّوَاءَ يَحِنُّ إِذ يَقسُو |
لا تُرجِعِ (الثَّورَ) الجَديدَ إِذا |
ما فَرَّ.. إِنَّ بَقَاءَهُ نَحسُ |
أُيُقَالُ -يا ابنَ أَبي- لِمُنسَلِخٍ: |
والقُدسُ؟! ما يُدرِيهِ ما القُدسُ! |
هو (رَبُّهُ والدِّينُ) سُلطَتُهُ |
هو (قُدسُهُ والكَعبةُ) الفلسُ |
هو تاجِرٌ.. وأَخُو التِّجارَةِ لا |
يَعنِيهِ إِلَّا الكَسبُ والبَخسُ |
هو فاحِشٌ.. ومِن الكَبَائِرِ أَن |
تَنهَاهُ عن فَحشَائِهِ الخَمسُ |
ومِن السَّذَاجَةِ أَن يُلَامَ على |
ما طالَ فيهِ الشَّكُّ واللَّبسُ |
ومِن الحَمَاقَةِ أَن يُقالَ لَهُ: |
عاكَستَ.. كيف يُعَاكِسُ العَكسُ! |
*** |
لا بَأسَ إِن نَقَضَ العُهُودَ.. فما |
لِلنَّاقِضِينَ عُهُودَهُم بَأسُ |
لا بَأسَ إِن رَقَصَ (اليَهُودُ) له |
فَغدًا عليهِ سَيَرقُصُ (الفُرسُ) |
لا بَأسَ.. (عِيدُ الفِصحِ) أَفصَحَهُ |
و(الخَندَريسُ) أَمَالَها (الدِّبسُ) |
ما دامَتِ الصَّحراءُ عاريَةً |
هَيهَاتَ أَن يَتَغَيَّرَ الطَّقسُ |
لا تَلتَقي امرَأَتَانِ بِامرَأَةٍ |
إِلَّا وكان الرَّابِعَ "الدَّنسُ" |
وهُناكَ أَعرَافٌ، فَلَيس على ال |
مُتَجَنِّسِينَ يُحَرَّمُ "الجِنسُ" |
لا ظُلمَ قُلتُ.. فَإنَّهُ رَجُلٌ |
بين الرِّجَالِ، وما لَهُ غَرسُ |
(هَف بَالمَهيمُ)، و(ميجدلورُ)، على |
شَطَّيهِما كم شَاقَهُ الغَطسُ |
حيثُ الخُصُورُ اللُّدنُ مُرسَلَةٌ |
وعلى الصُّدورِ قَنابِلٌ مُلسُ |
حيثُ اشتِباقُ الرَّملِ في دَمِهِ |
يَعرَى، وحَيثُ مَصَارِفٌ تَكسُو |
حيثُ الكُؤوسُ هُناكَ تَشرَبُ مِن |
يَدِ شارِبٍ.. خُطواتُهُ لَحسُ |
لا شَيءَ -بَعدَ الكَأسِ- يُسكِرُهُ |
إِلَّا احتِرابُ ذَوِيهِ، والكَأسُ |
ما أَقبَحَ العَرَبِيَّ وهو على |
دَمِ أَهلِهِ ودُمُوعِهِم يَحسُو |
*** |
يا ابنَ القَضِيَّةِ.. لا قُنُوطَ لِمَن |
نَفَسُ التُّرابِ هَوَاهُ والنَّفسُ |
تَأبَى القَضِيَّةُ أَن تَهُونَ وفي |
دَمِنا لها ولِأَهلِهَا نَبسُ |
(لَحمِي على الحِيطانِ لَحمُكَ) يا |
مَن في الشَّقاءِ معي لَهُ أُنسُ |
نَفَخَ الغُرابُ على دِمائِكَ؟! هل |
ب(الشَّمعَدَانِ) سُتَطفَأُ الشَّمسُ؟! |
هو رَاحِلٌ.. كَجَميعِ مَن سَبَقُوا |
طَمسًا، وإِن حَفَرَ اسمَهُ الطَّمسُ |
لن يَقبَلُ (الجِيتُو) الغَريبَ، ولَو |
عُقِدَ القِرَانُ.. وأُعلِنَ العُرسُ |
وسَيَعلَمُ الأَغرابُ ما جَهِلُوا |
وتَجَاهَلُوا، وسَيَصدُقُ الحَدسُ |
هذا الشُّذُوذُ له عَوَاقِبُهُ |
فمتى..؟ متى يُستَوعَبُ الدَّرسُ؟! |
الشاعر يحيى الحمادي