الجمعة، 5 نوفمبر 2021

كانت لنا ايام -- لطفي جعفر امان

 

لا تَسَلني عن الهوى

عن رُؤى الأمس بالصِّبا

صَدَح الفجرُ وانطوى

لحنُه والسَّنا خبا

فأنا اليومَ حيرةٌ

تَنشُد الأمسَ في غَدي!

في غَدي؟! أيُّ مَطلبِ

أنشدُ الوهمَ بالمحالْ

كيف أصبو له وبي

صَدمةُ الواقع العُضال

حيث لا حِسَّ لا صدى

غير أمسي بلا غد!

لم يزل في دمي ربيعْ

دافقُ العطر بالشبابْ

غير أني كمن يَضيعْ

ظمأً يلعق السرابْ

تاه بي شَكُّ حاضِري

راجفُ العُمر من غَدي

عبرت كلُّها سُدى

«خمسةٌ» من يد الزمنْ

فتلفّتُّ في المدى

أرقُب البعثَ في كَفنْ

أرقب الأمس والهوى

في خيالٍ من الغدِ!

اتركيها يا طفلتي

وامسحي الدمع بالعَزاءْ

هذه الدمية التي

حُطِّمتْ أصبحت هباءْ

كلُّ ما مرَّ وانقضى

ليس يَحيا مع الغدِ!

لمَ في الحلم نلتقي؟

في جنانٍ من الأملْ

ثمّ في الحاضر الشقي

في فراغٍ من المللْ

ترسم الريحُ حلمنا

صورة الوهم في الغدِ

يا رفيقيَّ في الحياةْ

يا شُعوري وأدمعي

أعبرُ الأرضَ ذِكرياتْ

ليتَ ما كُنتما معي

لأُغنِّي لحاضري

لا لأمسٍ ولا غدِ!

لأغنّي لحاضري

وهو يهتز في دمي

لا أُبالي بِغابرٍ

أو بآتٍ مُطلسَمِ

لذَّتي حين أنتشي

مُهمَل الأمس والغدِ!

إنما أنتما أنا

في وجودي المبدَّدِ

فامضيا واطويا الدُّنا

كالخيال المجرَّدِ

يحسب الناس أننا

لم نكن بعدُ كالغدِ

يذهب اليومُ من يدي

مثل أمسي كأنما

لم أعش بعدُ مَولدي

أو أنا عشتُ إنما

بين أمسي وحاضري

مثل أسطورة الغدِ!


الشاعر /لطفي جعفر امان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.