الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

قصة قصيرة

قصة قصيرة

كان يا ما كان، في قديم الزمان..
كان يوجد بيت جميل في قمة الروعة والبهاء..
كان بيتا، يلوي الأعناق إليه، من شدة عظمته، وفخامة تصاميمه، وبراعة تفاصيلة!
بضربة حظ، أو بحيلة حقيرة، استوطن هذا البيت العظيم، ساكن لا يناسب ولا يتناسب مع كل ذلك الجمال، وتلك الروعة!
كان البيت عظيما، بينما هو حقير، قابع في أدنى دركات الحقارة!
كان البيت فخما سامقا، بينما هو سافل دنيء!
كان البيت عريقا، بينما هو طارئ، وسطحي، وغث!
لن يصعب عليكم، أن تدركوا مدى الفساد والخراب الذي عاث به هذا الساكن، بذلك البيت العظيم!!
لقد هدم أركانه، ونسف أساساته، ونشر كل أنواع قذاراته في جميع أرجائه!
أصبح مجرد هيكل خرب!
هال صاحب البيت مارآه!
طالب بخروج الوغد، الذي لم يحفظ الأمانة، من بيته!
تمسك، الوغد، بالبيت، مدعيا أنه أفضل من حل فيه، وأنه سينهار إن هو خرج منه!
لكن صاحب البيت تمسك بحقه، وأصر على خروجه.
لم يكن أمام ذلك العابث إلا الرضوخ، للإرادة القوية، وخرج.
لكنه أعلنها أمام الجميع: خروجي سيكون شكليا، وليس حقيقيا!
إن روحي تعشش في كل أرجائه!
شياطيني، تسكنه، ولن تدعكم تذوقون الراحة فيه!
وأنا لن أدخر جهدا ولا مالا، إلا وسأستخدمه في تدمير ما تحاولون بناءه!

فرح المالك وأبناؤه، بخروج الشيطان، ولم يعطوا تهديداته الأهمية التي تستحقها!

عندما بدأ الأب بمحاولات إصلاح ما فسد، وإعمار ما تهدم؛ حدث مالم يكن بالحسبان!!
بدأ الأبناء، بحملات احتجاجية على الخراب الذي حل بالبيت!
بدأوا بالضيق من طول الصبر، ومن عدم تنعمهم بالنوم ولا بالسكن!
تحول الضيق إلى أنين مكتوم، ثم إلى ثورة!!
هذه المرة الثورة كانت على البيت نفسه، وعلى ما وصل إليه!
حملوا المعاول، وبدأوا ب... بماذا تعتقدون؟!
بدأوا بهدم البيت!!

*****************
سهام عمر
*****************

السبت، 12 أكتوبر 2013

خــــاتـــــمة



لـــو كان خــوفــي مــن أذىً ألقـــاهُ

فـــــوتُ قـُربـــــاً فــي ذُرى عَليــــــاهُ

يخشــى الفتــى ألا يقــالَ : حبيبــُهُ!

إن المحـــبـــةَ أجـــرُ مــن يخــشــــاهُ!


الشاعر/ شجاع القطابري

الجمعة، 11 أكتوبر 2013

أبو تمام وعروبة اليوم


  ما أَصْدَقَ السَّيْفَ! إِنْ لَمْ يُنْضِهِ  الكَـذِبُ
وَأَكْذَبَ السَّيْفَ إِنْ لَمْ  يَصْـدُقِ  الغَضَـبُ
بِيضُ الصَّفَائِـحِ أَهْـدَى حِيـنَ تَحْمِلُهَـا
أَيْـدٍ إِذَا غَلَبَـتْ يَعْلُـو  بِهَـا  الغَـلَـبُ
وَأَقْبَـحَ النَّصْرِ..نَصْـرُ  الأَقْوِيَـاءِ  بِـلاَ
فَهْمٍ. سِوَى فَهْمِ  كَمْ  بَاعُوا  وَكَمْ  كَسَبُـوا
أَدْهَى مِنَ الجَهْـلِ عِلْـمٌ  يَطْمَئِـنُّ  إِلَـى
أَنْصَـافِ نَاسٍ  طَغَوا  بِالعِلْـمِ  وَاغْتَصَبُـوا
قَالُوا: هُمُ البَشَرُ  الأَرْقَـى وَمَـا  أَكَلُـوا
شَيْئَاً .. كَمَا أَكَلُـوا الإنْسَـانَ أَوْ  شَرِبُـوا

مَاذَا جَرَى.. يَـا أَبَـا  تَمَّـامَ  تَسْأَلُنِـي؟
عَفْوَاً سَـأَرْوِي .. وَلا تَسْأَلْ .. وَمَا  السَّبَبُ
يَدْمَـى السُّـؤَالُ حَيَـاءً حِيـنَ  نَسْأَلُـُه
كَيْفَ احْتَفَتْ بِالعِدَى «حَيْفَا» أَوِ  «النَّقَـبُ»
مَنْ ذَا يُلَبِّـي ؟ أَمَـا إِصْـرَارُ  مُعْتَصِـمٍ ؟
كَلاَّ وَأَخْزَى مِنَ « الأَفْشِينَ » مَـا  صُلِبُـوا
اليَوْمَ عَـادَتْ عُلُـوجُ «الـرُّومِ» فَاتِحَـةً
وَمَوْطِـنُ  العَرَبِ   المَسْلُـوبُ   وَالسَّلَـبُ
مَاذَا فَعَلْنَـا؟ غَضِبْنَـا كَالرِّجَـالِ  وَلَـمْ
نَصْدُقْ.. وَقَدْ صَـدَقَ التَّنْجِيـمُ  وَالكُتُـبُ  
فَأَطْفَـأَتْ شُهُـبُ «المِيـرَاجِ»  أَنْجُمَنَـا
وَشَمْسَنَا ... وَتَحَـدَّت  نَارَهَـا   الحَطَـبُ
وَقَاتَلَـتْ دُونَنَـا الأَبْــوَاقُ صَـامِـدَةً
أَمَّا  الرِّجَالُ  فَمَاتُـوا... ثَـمَّ  أَوْ   هَرَبُـوا  
حُكَّامُنَا إِنْ تَصَـدّوا لِلْحِمَـى  اقْتَحَمُـوا
وَإِنْ  تَصَدَّى  لَـهُ   المُسْتَعْمِـرُ   انْسَحَبُـوا
هُمْ يَفْرُشـُونَ لِجَيْـشِ الغَـزْوِ أَعْيُنَهُـمْ
وَيَدَّعُـونَ  وُثُـوبَـاً قَـبْـلَ أَنْ  يَثِـبُـوا
الحَاكِمُونَ و«وَاشُنْـطُـنْ» حُكُومَتُـهُـمْ
وَاللامِعُـونَ .. وَمَـا شَعَّـوا  وَلا  غَرَبُـوا
القَاتِلُـونَ نُبُـوغَ الشَّـعْـبِ تَرْضِـيَـةً
لِلْمُعْتَدِيـنَ  وَمَـا أَجْدَتْـهُـمُ  الـقُـرَبُ
لَهُمْ شُمُـوخُ «المُثَنَّـى» ظَاهِـرَاً  وَلَهُـمْ
هَـوَىً إِلَـى «بَابَـك الخَرْمِـيّ» يُنْتَسَـبُ
مَاذَا تَرَى يَا «أَبَـا تَمَّـامَ» هَـلْ كَذَبَـتْ
أَحْسَابُنَـا؟ أَوْ  تَنَاسَـى  عِرْقَـهُ  الذَّهَـبُ؟
عُرُوبَـةُ اليَـوَمِ أُخْـرَى لا يَنِـمُّ  عَلَـى
وُجُودِهَـا اسْـمٌ  وَلا لَـوْنٌ وَلا  لَـقَـبُ
تِسْعُونَ أَلْفَـاً « لِعَمُّـورِيَّـة َ» اتَّـقَـدُوا
وَلِلْمُنَجِّـمِ قَـالُـوا: إِنَّـنَـا  الشُّـهُـبُ
قِيلَ: انْتِظَارَ قِطَافِ  الكَرْمِ  مَـا  انْتَظَـرُوا
نُضْـجَ العَنَاقِيـدِ  لَكِـنْ قَبْلَهَـا  الْتَهَبُـوا
وَاليَـوْمَ تِسْعُـونَ مِلْيونَـاً وَمَـا  بَلَغُـوا
نُضْجَـاً  وَقَدْ  عُصِـرَ الزَّيْتُـونُ  وَالعِنَـبُ
تَنْسَى  الرُّؤُوسُ العَوَالِـي نَـارَ  نَخْوَتِهَـا
إِذَا امْتَطَاهَـا إِلَـى  أَسْـيَـادِهِ  الـذَّنَـبُ
 «حَبِيبُ» وَافَيْتُ مِـنْ صَنْعَـاءَ يَحْمِلُنِـي
نَسْرٌ  وَخَلْفَ  ضُلُوعِـي  يَلْهَـثُ  العَـرَبُ
مَاذَا أُحَدِّثُ عَـنْ  صَنْعَـاءَ  يَـا  أَبَتِـي ؟
مَلِيحَـةٌ عَاشِقَاهَـا : السِّـلُّ وَالـجَـرَبُ
مَاتَـتْ بِصُنْـدُوقِ «وَضَّاحٍ» بِـلاَ ثَمَـنٍ
وَلَمْ  يَمُتْ فِي حَشَاهَا  العِشْـقُ  وَالطَّـرَبُ
كَانَتْ تُرَاقِبُ صُبْـحَ البَعْـثِ  فَانْبَعَثَـتْ
فِي الحُلْمِ  ثُمَّ  ارْتَمَـتْ  تَغْفُـو   وَتَرْتَقِـبُ
لَكِنَّهَا رُغْمَ بُخْـلِ الغَيْـثِ مَـا بَرِحَـتْ
حُبْلَى وَفِي  بَطْنِهَـا «قَحْطَـانُ» أَوْ  «كَرَبُ»
وَفِـي أَسَـى مُقْلَتَيْهَـا يَغْتَلِـي  «يَمَـنٌ»
ثَانٍ كَحُلْـمِ  الصِّبَـا... يَنْـأَى  وَيَقْتَـرِبُ
«حَبِيبُ» تَسْأَلُ عَنْ حَالِي وَكَيْـفَ  أَنَـا؟
شُبَّابَـةٌ فِـي شِفَـاهِ الرِّيـحِ   تَنْتَـحِـبُ
كَانَتْ بِلاَدُكَ «رِحْلاً»، ظَهْـرَ  «نَاجِيَـةٍ»
أَمَّـا  بِـلاَدِي  فَلاَ  ظَهْـرٌ  وَلاَ  غَـبَـبُ
أَرْعَيْـتَ كُـلَّ جَدِيـبٍ لَحْـمَ  رَاحِلَـةٍ
كَانَتْ رَعَتْـهُ وَمَـاءُ  الـرَّوْضِ  يَنْسَكِـبُ
وَرُحْتَ مِنْ سَفَـرٍ مُضْـنٍ  إِلَـى  سَفَـرٍ
أَضْنَـى لأَنَّ  طَرِيـقَ  الرَّاحَـةِ  التَّـعَـبُ
لَكِنْ  أَنَا رَاحِـلٌ فِـي غَيْـرِ مَـا  سَفَـرٍ
رَحْلِي  دَمِي ... وَطَرِيقِي  الجَمْرُ  وَالحَطَـبُ
إِذَا امْتَطَيْـتَ رِكَابَـاً لِلـنَّـوَى  فَـأَنَـا
فِي  دَاخِلِي ... أَمْتَطِـي نَـارِي  وَاغْتَـرِبُ
قَبْرِي وَمَأْسَـاةُ مِيـلاَدِي  عَلَـى كَتِفِـي
وَحَوْلِـيَ  العَـدَمُ   المَنْفُـوخُ  وَالصَّخَـبُ
«حَبِيبُ» هَـذَا صَدَاكَ  اليَـوْمَ  أَنْشُـدُهُ
لَكِـنْ لِمَـاذَا تَـرَى وَجْهِـي وَتَكْتَئِـبُ؟
مَاذَا ؟ أَتَعْجَـبُ مِنْ شَيْبِي عَلَى  صِغَـرِي؟
إِنِّي وُلِدْتُ  عَجُـوزَاً .. كَيْـفَ  تَعْتَجِـبُ؟
وَاليَـوْمَ أَذْوِي وَطَيْـشُ الفَـنِّ  يَعْزِفُنِـي
وَالأَرْبَعُـونَ عَلَـى  خَــدَّيَّ  تَلْتَـهِـبُ
كَـذَا إِذَا ابْيَـضَّ إِينَـاعُ الحَيَـاةِ عَلَـى
وَجْـهِ الأَدِيـبِ أَضَـاءَ  الفِكْـرُ  وَالأَدَبُ

وَأَنْتَ مَنْ شِبْتَ قَبْـلَ  الأَرْبَعِيـنَ  عَلَـى
نَـارِ «الحَمَاسَـةَ » تَجْلُوهَـا وَتَنْتَـحِـبُ
وَتَجْتَـدِي كُـلَّ لِـصٍّ مُتْـرَفٍ هِـبَـةً
وَأَنْتَ تُعْطِيـهِ  شِعْـرَاً فَـوْقَ مَـا  يَهِـبُ
شَرَّقْتَ غَرَّبْتَ مِنْ «وَالٍ» إِلَـى «مَلِـكٍ»
يَحُثُّـكَ الفَقْـرُ ... أَوْ  يَقْتَـادُكَ  الطَّلَـبُ
طَوَّفْتَ حَتَّى وَصَلْتَ « الموصِلِ »  انْطَفَأَتْ
فِيـكَ الأَمَانِـي وَلَـمْ  يَشْبَـعْ  لَهَـا أَرَبُ
لَكِـنَّ مَـوْتَ المُجِيـدِ الفَـذِّ  يَـبْـدَأه
وِلادَةً  مِـنْ  صِبَاهَـا  تَرْضَـعُ   الحِقَـبُ

«حَبِيبُ» مَـا زَالَ فِـي عَيْنَيْـكَ أَسْئِلَـةً
تَبْـدُو... وَتَنْسَـى حِكَايَاهَـا  فَتَنْتَـقِـبُ
وَمَا تَـزَالُ بِحَلْقِـي أَلْــفُ  مُبْكِـيَـةٍ
مِنْ رُهْبـَةِ  البَوْحِ  تَسْتَحْيِـي  وَتَضْطَـرِبُ
يَكْفِيـكَ أَنَّ  عِدَانَـا أَهْـدَرُوا  دَمَـنَـا
وَنَحْـنُ مِـنْ  دَمِنَـا  نَحْسُـو  وَنَحْتَلِـبُ
سَحَائِـبُ الغَـزْوِ تَشْوِينَـا  وَتَحْجِبُـنَـا
يَوْمَاً  سَتَحْبَلُ  مِـنْ  إِرْعَادِنَـا   السُّحُـبُ؟
أَلاَ  تَـرَى يَـا  أَبَـا  تَمَّـامَ   بَارِقَـنَـا
إِنَّ  السَّمَـاءَ   تُرَجَّـى حِيـنَ   تُحْتَجَـبُ 

الشاعر اليمني/عبدالله البردوني

الخميس، 10 أكتوبر 2013

الغزو من الداخل (تنطبق على كل مكان وزمان)



فظيع جهل ما يجري
وأفظع منهُ أن تدري
وهل تدرينَ ياصنعا؟
من المستعمرِ السري
غُزاة لا أشاهدهم
وسيفُ الغزو في صدري
فقد يأتون تبغاً في
سجائرِ، لونُها يُغري
وفي صدقاتِ وحشيَّ
يؤنسن وجهه الصخري
 وفي أهدابِ أنثى ، في
مناديلِ الهوى القهري.
وفي سروالِ أستاذ
وتحت عمامة المقري
وفي أقراص منع الحمل
في أنبوبة الحبرِ
وفي حرية الغثيان
في عبثية العمرِ
وفي عوْد احتلال الأمس
في تشكيله العصري
وفي قنينة الويسكي
وفي قارورةِ العطرِ
ويستخفون في جلدي
وينسلُّون من شَعري
وفوق وجُوهِهم وجهي
وتحت خيولهم ظهري.
غُزاة اليوم كالطاعون
يخفي وهو يستشري
يحجر مولد الآتي
يوشِّي الحاضر المزري.
فظيع جهل ما يجري
وأفظع منه أن تدري

يمانيون في المنفى
ومنفيون في اليمن
جنوبيون في (صنعاء)
شماليون في (عدن)
وكالأعمامِ والأخوال
في الإصرار والوهنِ
خطى(أكتوبر) انقلبت
حُزيرانية الكفنِ
ترقّى العار من بيع ٍ
إلى بيع بلا ثمن
ومن مستعمر غازٍ
إلى مستعمر وطني
لماذا نحن يامربى
ويا منفى بلا سكن
بلا حلم بلا ذكرى
بلا سلوى بلا حزن ؟

يما نيون يا (أروى)
ويا (سيف ابن ذي يزن)
ولكنا برغمكما
بلا يُمنٍ بلا يمن ِ
بلا ماضٍ بلا آتٍ

بلا سرِّ بلا علنٍ
أيا (صنعاء) متى تأتين ؟
من تابوتك العفن
أتسألني أتدري ؟ فات
قبل مجيئه زمني
متى آتي؟ ألا تدري
إلى أين إنثنت سفني
لقد عادت من الآتي
إلى تاريخها الوثني
فظيع جهل ما يجري
وأفظع منه أن تدري

شعاري اليوم يا مولاي
نحن نبات إخصابك 
 لأن غِناك أركعنا
على أقدام أحبابكْ
فأّلهناك قلنا : الشمس
من أقباس أحسابك
فنم يا (بابك الخرمي)
على بلقيس يا (بابك)
ذوائبها سرير هواك
بعض ذيولِ أربابك
وبسم الله –جل الله
نحسو كأس أنخابك

أمير النفط نحن يداك
نحن أحدَّ أنيابك
ونحن القادة العطشى
إلى فضلات أكوابك
ومسؤولون في (صنعاء)
وفرّاشون في بابك 
 ومن دِمنا على دِمنا
تُموقعُ جيش إرهابك
لقد جئنا نجر الشعب
في أعتاب أعتابك
ونأتي كلما تهوى
نمسِّح نعل حجابك
ونستجديك ألقابا
نتوجها بألقابك
فمُرنا كيفما شاءت
نوايا ليل سردابك
نعم يا سيد الأذناب
إنَّا خير أذنابك
فظيع جهل ما يجري
وأفظع منه أن تدري
 
 الشاعر اليمني/ عبدالله البردوني