الثلاثاء، 5 أبريل 2022

هَلْ تذكُرونَ غريباً عادَهُ شَجَنُ -- ابن زيدون

 


هَلْ تذكُرونَ غريباً عادَهُ شَجَنُ

مِنْ ذِكْرِكُمْ وجفَا أجْفانَه الوَسَنُ؟

يُخْفي لواعِجَهُ والشَّوقُ يَفْضَحُهُ

فقدْ تساوَى لدَيْه السِّرُّ والعَلَنُ

يا وَيلَتاهُ، أيبْقَى في جوانِحِه

فؤادُه وهُو بالأطْلالِ مُرْتَهَنُ؟

وأرَّق العينَ والظلماءُ عاكفةٌ

ورقاءُ قد شفَّها إذْ شفَّني حزَنُ

فبتُّ أشكو وتشكو فوق أيكتِها

و باتَ يهفُو ارتياحًا بيننَا الغُصنُ

يَاهَلْ أُجالِسُ أقوامًا أُحِبُّهم

كُنَّا وكَانوا علىَ عَهْدٍ فقَدْ ظَعنُوا؟

أو تَحْفظُون عهُودًا لا أُضَيِّعُها

إنَّ الكرامَ بِحفظِ العَهْدِ تُمْتَحنُ

إن كانَ عادَكُمُ عيدٌ فَرُبَّ فتًى

بالشَّوْقِ قد عادَهُ من ذِكْرِكُمْ حزَنُ

وأَفْرَدتْه اللَّيالِي من أَحِبَّته

فباتَ يُنْشِدُها مما جنى الزَّمَنُ

بِمَ التَّعلُّل؟ لا أهلٌ ولا وطنٌ

ولا نَديمٌ، ولا كأسٌ، ولا سَكنُ

 

ابن زيدون