الثلاثاء، 19 يونيو 2012

الشك


يا مصباحَ الشكِّ الزيتيِّ،
الشكُّ لظلك الوقاد، فلتحترقِ
الظلمةُ أنت ووجهُ الآتي الناصع، لا تسألْ
وكآبة هذي الأنفس التي تتمزق في وحدتها تطفو
تخطو تتألقْ
فلتشرقْ من شعلتك المحترقة قسماتُ يقينِ الفجرِ
القادمْ
معذرةً كيف لي - آه - أن أطمئن وفي عمق صلب اليقين
مُدَى الشك
تنخر قلب اليقين ويشتعل الشك نارًا تموَّجُ في النفس
تمتد نيرانُها تستكين، وتوغل حتى الجذور
فتحترق الكفُّ والحدّ والطرف الأسفل
ويعلو بريقٌ من الزيف، ينكمش الصدق
في صمته الغضب، الوعد، بينا إلى ظله الفرح يشكو
شقاه
يفيقُ ليبدأ ثانيةً في الضياع، حزينَ الملامحِ
يبحث عن موعد الصحوِ،
يا موسمَ الأمنيات، أتهزأ حقًا بومضِ الحياةْ
وتسخرُ من نهدات الشتاتْ
وتُدمي جراح القيود
وتبصر ساعتها الحب منسحقًا بالحنين
يواجه عنقَ الشقاء
ألا فلتقاومْ
ليشرق فجرك، يفضح زيفَ الظلامْ
أجنحة الضوء وردية
لن تلين قناةُ الضياء
فلا تتردّد، تحدَّ الشكوك وقاومْ
وراءك من وهبوا للعرين الحياة فداء
تقدَّمْ، تَحدَّ الصعاب، الشكوك، المحاذير، كيما
يجلجل صوتَ الضميرْ
وعندئذ ينطقُ العقل، وماذا؟
أعيذك من نكسة الارتداد وبئس المواقفُ أن تنتمي
أو تراوح وسْط الطريقْ
وإذ ذاك تفقد كل الملامح
«إن الذين يحاولون وضع قدمٍ في اليسار وأخرى في اليمين
لا يملكون القدرة على الوقوف»
خاتمة
يا مصباح يقيني الأحمر
أَوَ تجرؤ ان تنطقَ حرفًا من جملةِ صدقٍ
حتى لو صلبوك؟
هل يجرؤ من أجل إزالة أكداس الصدأِ
المتراكمة فوق جبين الحقّ؟
فلتومضْ، ولتخترقِ الظلمةَ والأسوارْ
كيما تتعرَّى كلُّ الأشباح،
ساعتَها ينكشفُ الوجه الأعورْ
وتبين مكامنُ هذا الضعف
وعندئذ يصبح الفعل نقطة ارتكاز للوضوحْ

الرئيس الشاعر/عبدالفتاح إسماعيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.