الجمعة، 3 يناير 2014

قصيدة مصطفى


مصطفى - عبدالله البردوني

فليقصفوا لست مَقْصَفْ وليعنفوا أنت أعنفْ
ولـيـحشدوا أنت تدري أن المخيفين أخوف
أغـنـى ولـكنَّ أشقى أوهى ولكنَّ أضعف
أبـدى ولـكـنَّ أخفى أخزى ولكنَّ أصلف
لـهـم حـديـد ونار وهم من القش أضعف
يـخـشـون إمكان موت وأنت للموت أَأْلَفْ
وبـالـخطورات أغرى وبالقرارات أشغف
لأنـهـم لـهـواهـم وأنـت بالناس أكـــــلف
لـذا تـلاقـي جيوشا من الخواء المزخرف
يـجـزئـون الـمـجـــزّا يصنـفـون المصنف
يـكـثـــفـون عـلـيهم حـراسة أنت أَكْثَـــفْ
كـفـجـأة الغيب تهمي وكالبراكين تزحف
تـنـثـال عيدا ربيعا تمتد مَشْتى ومَصْيَفْ
نُـسْـغًا إلى كل جذر نبضا إلى كل مِعْزف
مـا قـال عنك انتظار هذا انثنى أو تحرف
مـا قـال نـجم تراخى ما قال فجر تخلف
تـسـابـق الـوقـت يعيا وأنت لا تتوقف
فـتـسحب الشمس ذيلا وتلبس الليل معطف
أحـرجـت من قال غالى ومن يقول تطرف
إن الـتـوسـط مـوت أقسى وسموه ألطف
لأنـهـم بـالتلهي أرضى وللزيف أوصف
وعـنـدك الجبن جبن ما فيه أجفى وأظرف
وعـنـدك العار أزرى وجها إذا لاح أَطْرَفْ
يـا مصطفى أي سر تحت القميص المنتف
هـل أنـت أرهـف لمحا لأن عودك أنحف
أأنـــت أخـصـب قــلـبا لأن بيتــك أعــجف
هـل أنـت أرغـد حلما لأن محياك أشظف
لـمْ أنـت بالكل أحفى من كل أذكى وأثقف
من كل نبض تغني يبكون " مِنْ سِبِّ أَهْيَفْ "
إلـى المدى أنت أهدى وبالسراديب أعـــرف
وبـالـخـيـارات أدرى وللـــغرابــــات أكـــشف
وبـالـمـهـمات أمضى وللمُلِمّات أحصف
فـلا وراءك مـلـهـى ولا أمامك مَصْرَفْ
فـلا من البعد تأسى ولا على القرب تأسف
لأن هـمـك أعـلـى لأن قـصدك أشرف
لأن صـدرك أمـلا لأن جـيـبـك أنظف
قـد يـكـسـرونك لكن تقوم أقوى وأرهف
وهـل صـعـدت جَـنيًّا إلا لتُرْمى وتُقْطَفْ
قـد يـقـتلونك تأتي من آخر القتل أعصف
لأن جـذرك أنـمـى لأن مـجراك أَرْيَــــفْ
لأن مـوتـك أحـيا من عمر مليون مترف
فـلـيـقـذفـوك جميعا فأنت وحدك أقذف
سـيـتـلـفون ويزكو فيك الذي ليس يتلف
لأنـك الـكـل فـردا كـيـفـية لا تكيف
يـا مـصـطفى يا كتابا من كل قلب تألف
ويـا زمـانـا سيأتي يمحو الزمان المزيف

الشاعر اليمني/عبدالله البردوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.