السبت، 24 أغسطس 2013

هـــــــــــــــــــــطــــــــــــــــــــول





كـــانَ الـمَـكَـانُ مَـلامِـحِـي يَـتَـهَجَّأُ

و أنــــا بــظــلِّ قَـصِـيـدتـي أتَــوَكَّــأُ

أمـشِي كما يَمشي الذي أشواقُهُ

تَــطـوِي الـطَّريـقَ, و سَـاقُـهُ تَـتَـلَكَّأُ

و كـأنـنـي فـــي الـنـاسِ أوَّلُ عـابـرٍ

دَربـــــاً, و آخـــــرُ هـــالِــكٍ يَـتَـهَـيَّـأُ

قَـلِـقٌ كــأنَّ الأرضَ تَـسـحَبُ ثَـوبَـهَا

خَـلـفِي, و قُـدَّامِـي صِــرَاطٌ مُـطـفَأُ

لا صَـــوتَ إلَّا لِـلـرَّصِـيفِ.. و لا يَـــدٌ

إلّا لِـــوَثــبَــةِ طــــــارئٍ لا يَـــطـــرَأُ

و بَـدَأتُ أَلـتَمِسُ الـحَرِيقَ.. أنا الذي

رُوحِــــي بـغـيـرِ الـجَـمـرِ لا تَـتَـوَضَّـأُ

قَـدَرِي سُبَاعِيُّ الجِهَاتِ, و مَوطِنِي

جَـــسَــدٌ أُجَـــزِّئُــهُ فَـــــلا يَــتَـجَـزَّأُ

نَـادَيـتُ حـتـى لــم أجِــد لِـتَـلَهُّفِي

دَربــــاً يُــصِـيـخُ و لا جِــــدَارَاً يَـعـبَـأُ

و سَكَتُّ و الزَّمَنُ المُعَلَّقُ فِي دَمِي

يُـبـدِي بِـدَمـعِي مــا الـتَّـصَنُّعُ يَـخبَأُ

عَـيـنَـايَ تَـخـتَـصِرَانِ مـــا سَـأَقُـولُهُ

و الـحُـبُّ يُـسـمَعُ بـالـعيونِ و يُـقـرَأُ

قـالـت: و مـاذا بَـعدُ؟ قُـلتُ: مَـوَاجِعٌ

إنَّ الــمُــحِـبَّ جِـــرَاحُــهُ لا تَـــبــرَأُ

مـا حِـيلَةُ الـمَجرُوحِ إن كـانَ الـهَوَى

بُــعــدٌ يُــجَـرِّحُـهُ, و وَصــــلٌ يَــنـكَـأُ

قــالـت كَـأنَّـكَ.. قُـلـتُ لا.. لـكـنني

مِــن غُـصَّـةٍ فِــي الـقَـلبِ لا أتَـجَرَّأُ

ظَـمَئِي إلـيكِ اشـتَدَّ حـتى لَـم يَعُد

حِـبـرِي يُـضِـيءُ, و لا رَمَـادِي يُـطفَأُ

الـشِّـعرُ كــانَ إذا رَحَـلـتِ يَـضُـمُّنِي

ضَــــمَّ الـيَـتِـيـمِ إذا نَــفَـاهُ الـمَـلـجَأُ

و الــيَـومَ أطـــرُقُ بــابَـهُ مُـتَـوَسِّـلاً

فَــيَــصُــدُّنِـي, و كــــأنَّـــهُ يَــتَــبَــرَّأُ

و تَـبَـسَّمَت حَـتَّـى شَـعَرتُ بِـدَمعَةٍ

بــيـنِـي و بَــيــنَ فــؤادِهَــا تَــتَـلَألَاُ

و كَـشُعلَةٍ هَـطَلَت بِـسُمرَتِهَا عَلى

قَــلــبٍ لِــغَـيـرِ هُـطُـولِـهَا لا يَـظـمَـأُ

نَـظَـرَاتُـهَا جُـمَـلٌ تَـطِـيرُ, و عِـطـرُهَا

قَــلِـقٌ, و ثَـــورَةُ صَــدرِهَـا لا تَــهـدَأُ

كـانَ اسـمُهَا (يَـرْنَا) و كُـنتُ أقُولُ يا

يَــرْنَــا أُحِــبُّـكِ , و الـمَـحَـبَّةُ مَــبـدَأُ

و أنــا الـذي اسْـتَمرَأتُ حُـبَّكِ ظَـنَّةً

مِــنِّــي بـــأنَّ الـهَـجـرَ لا يُـسـتَـمرَأُ

لِـي مَـوعِدٌ فِـي الغَيبِ سَوفَ أنَالُهُ

مَـــن ذَا سِـــوَاكِ بـمَـوعِـدِي يَـتَـنَبَّأُ

قـالـت: و مــاذا بَـعدُ؟ قـلتُ و إنَّـني

مَـــا زِلــتُ أخـتِـمُ بـالـحَنِينِ و أبــدَأُ



الشاعر/ يحيى الحمادي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.