الثلاثاء، 3 يناير 2012

في وداع عام الخيام


مَضى عامٌ و قَد يَتلوهُ عامُ

فَعُذراً للإطالةِ يا خِيامُ

و عُذراً يا صَدى أيوبَ إنَّا

صَحَونا فاستَبَدَّ بنا النيامُ

و يا وَجَعَ الشهيدِ .. و أيُّ عُذرٍ

إذا ما قالَ : هل سَقَطَ النظامُ ؟!
 

و بينَ يَدَيكَ لي يا عامُ جُرحُ

فَسَطِّر ما استَطَعتَ عليهِ و امْحُ

و كُن ما شئتَ إني رُغمَ يأسي

أنامُ بما خَرَجتُ لهُ وأصحو

و طُل ما شئتَ يا ليلَ المآسي

سَيَبزُغُ بعد طُولِكَ فِيَّ صُبحُ

 


لِعامٍ جُمِّعَت فيهِ السِّنينُ

وَقَفتُ مُودِّعاً و أنا حزينُ

أقولُ لهُ وَداعاً , و القوافي

يَبُوحُ بها و يَحبسُها الحنينُ

تَخَلَّقَ في حَشاهُ لنا جنينٌ

و أَعشَرنا و ما خَرَجَ الجنينُ !



لِعامٍ عُطِّلَت فيهِ الدراسه

و جالَ المَوتُ في دارِ الرئاسه

و فيهِ تلبَّست هذي بهذي

على عُرفِ التَّمَترُسِ بالسياسه

فأشرَكنا الذنوبَ بلا احتراسٍ

و صلَّينا الكفاحَ على نَجاسه

 

لعامٍ أُنهِكَت فيهِ الشُّموعُ

و سَحَّت مِن تَنَهُّدِها الدُّموعُ

و ألقَت كلُّ جارحةٍ يَدَيها

على يَدِهِ ، و قَد عَزَّ الرّجوعُ

و للأوطانِ أعراضُ فأنَّى

يَحُولُ إذا دَعَت ألمٌ و جُوعُ

 

لعامٍ مَدَّ غَضبَتَهُ و هاجا

و سِرنا في مَواكِبهِ ابتهاجا

و سَطَّرنا على مُقَلِ العَشايا

صباحاً عَبَّ مِن دَمِنا انبلاجا

و صِحنا بالخُنوعِ لقد كَبِرنا

و حَطَّمنا إلى الحُلم السِّياجا

 

لعامٍ كان يَهتِفُ للخَلاصِ

و كانَ الوردُ يَضحكُ للرصاصِ

حَمَلنا حُلمَنا فَجراً طَريَّاً

و أخرَجنا اللصُوصَ مِن الصَّيَاصي

و ما زلنا نُطاردُ قاتِلينا

نُأَرِّقُهُم و نُنذِرُ بالقِصاصِ

 



يحيى الحمادي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.