الأحد، 1 يناير 2012

للموتِ قصة وحيده


الطريق إلى مقر عملي طويل ,عليّ أن استقل باصيين كي اصل إلى الشركه حيث اعمل.
في الباص الأول جلست بقرب اثنين من الشباب يبدوا أنهم صديقين لم يلتقيا منذ فتره ليست بكبيره,كانوا يتحدثون عن صديق ثالث لهما كان قد قُتل قنص في أحد الأحياء القريبه من منزله ,وأنه قد خلف وراءه زوجه وثلاثه ابناء, وصلّ الباص حيث يجب أن انزل لأستقل أخر,فنزلت وركبت الباص الثاني.
في الباص الثاني والأخير كان الهدوء هو الجو العام حتى مررنا بالقرب من مجموعه مسلحه متجمعه حول شعله نار اشعلوها ليشعروا بالدفء,ما أن تجاوزنهم حتى بداء الجميع بسرد قصصهم (قصص الموت) ,كانت إحداها قصه عائلة مكونه من اربعه افراد الأبوين وطفل وطفله كانوا نائمين  في سكون في إحدى غرف المنزل والتي كانوا يعتقدون بأنهم مُحصنون فيها ,حتى كُسرَ السكون بقذيفة هاون إخترقت جدار الغرفه لتحصد أرواحهم جميعاً ما عدا الطفله الصغيره,فقد اختارها الله لتبقى دليلا دامغاً على وحشيه البشر, وصل الباص الى الموقف الأخير ونزلت من الباص ومشيتُ قليلاً حتى وصلتُ الى الشركه.
بعد كل هذا الأسى والحزن كنت أرغب في الركض لمسافه طويله لأتخلص من رائحه الموت ,ولكن  كان مطلوباً مني أن أقوم بمهامي الروتينيه والتي اتقاضى عنها أجري.
حتى أني أصبحت أخاف من ركوب الباصات كل يوم ,لأكون على موعد آخر وجديد مع قصصِ الموت ,والتي تحكى بإسهاب و حبكٍ قصصي رائع وكأنني اشاهد فلماً وثائقي عن حِقبه الحرب العالمية الأولى, ومهما تعددت القصص إلا أن الموت يبقى واحد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.