الاثنين، 23 سبتمبر 2013

سكن الفؤاد

لي رتبة العلامة الشهم الأسد
قد أنشبت بين العدا ناب الأسد
والحب رغما عن أنوف أولي الحسد
سكن الفؤاد فعش هنيئا يا جسد 
هذا النعيم هو المقيم إلى الأبد

يا نسوة الحظ الخسيس رويدكن
يا ليتكن عرفتني يا ليتكن
فأنا الذي نلت العلا من يوم كن
أصبحت في كنف الحبيب ومن يكن 
جار الحبيب فعيشه العيش الرغد

عرش الوجود أظلني بضيائه
وحبا التجلي لي ثياب ولائه
وأتى من الرحمن طيب ندائه
عش في أمان الله تحت لوائه 
لا خوف في هذا الجناب ولا نكد

يا هيكل الأنوار سرك ما اكتمن
إن بعت ما تلقاه أنت هو الثمن
أنت الحفيظ على الجميع المؤتمن
لا تختشي فقدا فعندك بيت من 
 كل المنى لك من أياديه مدد

هي حضرة في الشام طاب بها اليمن
وبعلمها والفضل أشرقت الدمن
ذات بها قد جاد مولاي ومن
رب الجمال ومرسل الجدوى 
ومن هو في المحاسن كلها فرد أحد

أنا من أعز أولي النهى وأجلها
وربيت في نهل العلوم وعلها
ووقفت في الشجرات لا في ظلها
قطب النهى غوث العوالم كلها 
أعلى على سار أحمد من حمد

يا من تثنى وهو عندي واحد
حق له منه عليه شواهد
إني الذي أبدا لوجهك ساجد
روح الوجود حياة من هو واجد 
لولاه ما تم الوجود لمن وجد

أنا من كبار لا يطاق رضيعهم
وبصيرهم عين العلا وسميعهم
هم نابتون عليه وهو ربيعهم
عيسى وآدم والصدور جميعهم 
هم أعين هو نورها لما ورد

عجزت عقول ذوي النهى عن كنهه
وتولهت عين السوى في شبهه
والكل عن كل لنا لم يلهه
لو أبصر الشيطان طلعة وجهه 
في وجه آدم كان أول من سجد

قمر تبدى في سماء كماله
لو تبصر الأقمار نور هلاله
غابت وذابت تحت ذيل ظلاله
أو لو رأى النمرود نور جماله 
عبد الجليل مع الخليل ولا عند

هو باطن حجب الجهول المنكرا
بل ظاهر من نوره بهر الورى
طمعت نفوس فيه ملقاة ورا
لكن جمال الحق جل فلا يرى 
إلا بتخصيص من الله الصمد

في ظلمة الأكوان لاح لك الضيا
فاسرع إلى لألائه متمليا
وإذا رميت عليه جهدك والعيا
فابشر بمن سكن الجوانح منك يا 
أنا قد ملأت من المنى عينا ويد

يا مؤمنا دع عنك طاغية الجفا
متحيرين وكن بنا متعففا
نحن الذين نرى جمال المصطفى
عين الوفا معنى الصفا سر الوفا 
نور الهدى بحر الندى جسد الرشد

حتى تجلى من سموات الرضى
وبه على الأكوان قد سمح القضا
لا شيء إلا بعد ظلمته أضا
هو للصلاة مع السلام المرتضى 
الجامع المخصوص ما دام الأبد
عبدالغني النابلسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.